إعداد/ وهيبة العريقي :أياً كان الوضع شحة أو ضعف المشاريع المؤمنة لمياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي - كما هو الحال في كثير من الأرياف - فإنه لا يجدر بنا إهمال صحتنا وتقويض أركان الوقاية الشخصية من البلهارسيا وغيرها من الأمراض.فالناس في المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض قادرون على أن يكونوا فاعلين في مكافحة هذا الداء من خلال نهج السلوكيات الصحية الكفيلة بالحد تماماً من الإصابة بهذا المرض بما يؤمن ويعزز القضاء عليه والدفع بمساعي وزارة الصحة العامة والسكان نحو التخلص منه.ومع الأسف هناك من يقدمون على تلويث البيئة و المياه الراكدة والبطيئة الجريان بالمخلفات الآدمية من بول و براز ما ساهم ويسهم في نشر عدوى أمراض خطيرة وقاتلة كالبلهارسيا بل ويشكل السبب الوحيد والممكن لعدوى هذا المرض وانتقاله وانتشاره بين الناس لدى استخدامهم مياهاً غير مؤمنة بأي شكل من الأشكال كالسباحة أو الاغتسال أو الوضوء أو الخوض فيها بقدمين عاريتين وغيرها من الاستخدامات الأخرى المباشرة لتلك المياه.إن من الحقائق المرة الغائبة عن الكثيرين أن الإصابة بالمرض قد تطول وتصبح مزمنة تمتد لسنوات وربما لا يكترث إليها المصاب ليفيق على وضع مزر وهو في غفلة من أمره وقد ظهرت لديه بمرور الوقت مضاعفات خطيرة و لم يكن يتوقع حدوثها وما حسب لها حساباً.بالتالي غياب الوعي بالمشكلة - لا سيما بين فئتي النشء والأطفال كفيل بجعلها تتخذ منحاً أكثر تعقيداً لعدم تركهم السباحة في البرك والحواجز المائية وما إلى ذلك من الاستخدامات مثل غسل الملابس و الاغتسال أو الأخذ من هذه المياه غير المأمونة للاستعمالات المنزلية دون غليها جيداً.إنهم لو علموا حقيقة القواقع التي تنتشر بشكل واسع في هذه المياه و أنها تؤدي للمرض وتساعده على التطور ومنها تنطلق بأسراب كبيرة جداً مذنبات الطور المعدي للمرض ( السركاريا) لتخترق جلده وتسبب له الإصابة بالبلهارسيا وكذا لو علموا بخطورة مضاعفاتها .. لا أحسب أنهم بعد كل هذا سيواصلون الاستخدام غير الآمن للمياه الراكدة والبطيئة الجريان وإذا استدعت الضرورة إلى استخدامها لري المزروعات مثلاً فلن يخوضوا فيها بأقدام وسيقان عارية دون انتعال الأحذية البلاستكية الواقية للساقين والقدمين أما المصابون بالمرض فلن يهملوا مسألة علاج مرضهم حتى يتحقق لهم الشفاء تماماً إذ أن علاج مريض البلهارسيا مهم جداً مثل الوقاية كفيل بشفاء المرض قبل أن يبلغ حداً خطيراً يشكل فيه تهديداً لحياة المصاب لأن البلهارسيا مع مرور الوقت تغزو الكبد وفيه تحدث تليفات و مضاعفات التهابات تؤدي إلى تلفه وتقود في النهاية إلى فشل الكبد كما أن من مضاعفات هذا الداء - البواسير - دوالي المري- التقيؤ الدموي - تضخم الطحال الضعف العام سرطان القالون والمستقيم ) بالنسبة للبلهارسيا المعوية. ومن مضاعفات البلهارسيا البولية ( قرحة المثانة تضيق الحالب حصوات المثانة الفشل الكلوي -سرطان المثانة العقم عند الرجال والنساء).إذن الأولى بمرض البلهارسيا ومن يشكون من عوارض تدعوهم إلى الشك بأمر الإصابة أن يسارعوا ولا يتأخروا عن عمل فحص البول والبراز ثم تلقي المصابين للعلاج بحسب الخطة العلاجية التي يشير بها عليهم الطبيب المعالج حتى يضمنوا الشفاء من المرض تماماً أما الأحجام عن العلاج أو عدم تناوله فإنه يبقي المريض عرضة لمضاعفات خطيرة كالتي ذكرتها تذيقه الويلات ولو بعد حين.نعود مرة أخرى إلى ذكر الوقاية من البلهارسيا وإجراءاتها كونها والعلاج يشكلان الركيزة الأساسية للحد من الإصابة بالمرض وتلافي مضاعفاته الفادحة ولقطع سلسلة العدوى.ونجد أن الوقاية هنا تعتمد على المعرفة الكافية والوعي اللازم وترجمتها إلى الحياة اليومية وأهم ما يمكن عرضه منها:الالتزام بالنظافة الشخصية من خلال غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد الخروج من المرحاض وكذا قبل إعداد الطعام أو تناوله.تجنب التبول أو التبرز في المياه أو قربها وإنما في المراحيض عدم الغسل والاستحمام والسباحة والوضوء في ابرك والغيول لأنها قد تحتوي على قواقع ومذنبات البلهارسيا .إزالة الأعشاب والحشائش التي تعيش فيها القواقع ويتطور بداخلها المرض عقب خروجه من البويضة، وذلك من جوانب سواقي والبرك.ارتداء الأحذية المطاطية والطويلة التي تحمي القدمين والساقين عند ري الأرض أو الخوض في المياه لمنع اختراق( مذنبات السركاريا) للجلد ودخولها منه إلى الجسم.تخزين المياه المأخوذة من البرك والغيول لمدة ( 48 ساعة ) قبل استعمالها للأغراض المنزلية لضمان موت ما قد تحتوي من مذنبات البلهارسيا.أضف إلى ذلك غلي الماء المأخوذة مباشرة من مياه راكدة أو بطيئة الجريان قبل استعماله في غسل وتحضير وإعداد الطعام أو غسل الأواني والملابس.وعليه نأمل من الأوقاف والإرشاد الاضطلاع بمهمة الوعظ والإرشاد عبر المساجد خلال الندوات والخطب لما لها من صدى وتأثير مقنع للناس وحتى يكون دور الإعلام والتثقيف الصحي مثمراً وبناء يلزمه تنسيق وتضافر وتكامل جهوده الكثير من القطاعات إلى جانب خطباء المساجد مثل ( التربية والتعليم ممثلة بالصحة المدرسية والجهات المعنية بحماية البيئة والأشغال والجمعيات الخيرية والتعاونيات الزراعية ولابد للنهوض به وتفعيله جماهيرياً على نطاق واسع لابد له من التوعية عبر وسائل الإعلام المسموع والمرئي والمقروء وأيضاً تكريس التوعية من خلال المطبوعات والمنشورات (البروشورات فالكل يصب في بوتقة حماية ووقاية المجتمع ليس من البلهارسيا وحسب بل ومن آفات كثيرة وأمرض خطيرة.يصل بنا المطاف إلى التذكير بموعد تنفيذ مرحلة ثالثة لحملة وطنية غايتها التخلص من داء البلهارسيا الوخيم ستشمل فقط ( 32) مديرية بمحافظات ( صنعاء- لحج- شبوة- إب - صعدة - الحديدة) في الفترة من ( 9/ 12 نوفمبر 2008م) حيث تتخذ المدارس مواقع لتنفيذها مستهدفة معالجة جميع من تتراوح أعمارهم بين ( 6 - 18عاماً) من طلاب وطالبات المدارس وحتى غير الملتحقين بالدراسة ممن ينتمون لهذه الفئة العمرية.وإننا لنأمل منها خلاص البلاد من البلهارسيا لتحذو حذو من سبقتها إلى هذا الإنجاز من دول العالم .وأحذر من مغبة تخلف من تتراوح أعمارهم من ( 6 - 18عاماً) عن تلقي علاج البلهارسيا الفموي في سائر المديريات المستهدفة ( كما في الجدول التفصيلي في المرحلة الثالثة من حملة البلهارسيا ففي علاج البلهارسيا كفاءة عالية في شفاء المصابين بالمرض وفي الوقت ذاته يحمي ويقي المعرضين لخطر الإصابة بالمرض لأشهر عديدة.ولا يتحرج غير الدارسين من التوجه إلى أقرب المدارس من مساكنهم لتلقي العلاج المضاد للبلهارسيا كون العلاج في الحملة سيعطى في المدارس ومكفولاً للجميع بلا استثناء من عمر ( 6 - 18عاماً) مادامت المدارس التي سيتوجهون إليها واقعة ضمن نطاق المديريات المستهدفة,والجميع ملزم سواء الطلاب أم الطالبات أو غير الملتحقين بالمدارس بتناول طعامهم قبل التوجه إلى المدارس لتناول العلاج فهو لا يعطى البتة والبطون خاوية أو شبه خاوية، كما أحذر من مغبة التخلف عن المعالجة في الحملة أو التأخر عن موعدها المحدد الذي لا يتعدى الأربعة أيام فقط في الفترة من ( 9 - 12نوفمبر 2008م) فالفرصة محدودة ومن فاتته في المديريات المستهدفة فإنه خاسر لا محالة.[c1]* من كوادر المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان[/c]
|
تقارير
دحر مرض البلهارسيا
أخبار متعلقة