أتصور أن هذا ما يقوله ويردده عشرات الممثلين والفنانين المصريين والعرب .. وهم يشاهدون أنفسهم من خلال الأعمال التلفزيونية التي يعرضها ثالث تلفزيون في العالم العربي تلفزيون «عدن».وفي أيام الإجازات والأعياد في نهاية كل أسبوع تعرض القناتان (عدن/اليمن) الفضائية في سهراتهما أفلاماً ومسلسلات عفى عليها الزمان وألوانها أصبحت كالحة وأبطالها من الجنسين في سن الشيخوخة وبعضهم أنتقل إلى الرفيق الأعلى وأصبحوا ذكرى نترحم عليهم ونجوميتهم التمثيلية .فلا عجب أن يقوم هؤلاء النجوم الذين لازالوا على قيد الحياة عندما يريدون أن يتذكروا تاريخهم والأيام والسنوات الخوالي بضغط زر الريموت كونترول في أجهزة تلفزيوناتهم ليحولوا مشاهدتهم إلى قناة «عدن» الفضائية الوحيدة التي تعرض أفلامهم وأعمالهم القديمة .. ليشاهدوا أنفسهم والبدايات الأولى وذكريات لاتنسى. ويجعلون أحفادهم يشاهدونهم وكيف كانوا في الشباب حيوية ونشاط وجمال .. إلى أن غزا الشيب مفارقهم وطال مفرق الجماعات أغلبهم .. ليبكيهم الأبناء والأحفاد والأصدقاء ويترحمون عليهم وهم يشاهدونهم أحياء عبر تلفزيون «عدن» ويسجل لهذه الفضائية هذا السبق الإعلامي .. الذي قد يريح أبطال ونجوم الماضي الجميل .. ويجعلهم يبتسمون وهم يشاهدون أنفسهم وأعمالهم بعد كل هذه السنوات بما فيها من ذكريات للأجيال .ولكنه يحزن الجمهور اليمني المغلوب على أمره في تلفزيون موطنه الذي يبخل عليه بالجديد من الأعمال والمسلسلات والأفلام العربية الأجنبية .. ما يجعلهم يتجهون لمشاهدة الفضائيات العربية والخليجية التي تقدم لهم أعمالا جديدة كلها حيوية ومكسب مشاهدي وثقافي ومادي أيضاً من خلال المسابقات والمباريات ورسائل الـ SMS وجوائز بالملايين .مع أن المشاهد والمغترب اليمني والمواطن العربي أيضا المحب لكل ماهو يمني أصيل على امتداد جغرافية بلاد العرب أوطاني يفضلون مشاهدة التلفزيونات اليمنية (»عدن«/اليمن) شوقاً للأسرة والوطن والحميمية الإنسانية .فلماذا لاتقدم هذه القنوات والمسئولون عنها للمشاهدين في الداخل والخارج أعمالاً جديدة بدلاً من أن ينفر منها جمهورها إلى قنوات أخرى أقل خبرة وإمكانيات .. ويتيح الفرصة للشباب وأصحاب الخبرة من الفنانين والمطربين والمعدين والمقدمين والمخرجين للبرامج والمسلسلات التي كانت وستكون علامة فارقة في تاريخها وبعد أن كان تلفزيون (عدن) أول من قدم مسلسلات أجنبية كالهارب وبولنزا والقديس وأفلام هندية ومسلسلات وأفلاماً عربية أصبحت من التاريخ .. تعود إلى أرشيفها القديم وتعرض أفلاماً ومسرحيات لم يعد حتى أبطالها يشاهدونها بدلاً من أن يقدموا أعمالا جديدة تواكب العصر ومتطلباته .. أو تشتري أو تقتني بالهدايا والمبادلة الثقافية مع فضائيات وتلفزيونات العالم العربي والأجنبي أعمالا جديدة تستحق العرض والمشاهدة .
حتى الأغاني المحلية المعروضة قديمة ومطربوها انتقلوا إلى رحمة الله منذ سنوات والمطربون الجدد من الشباب من الجنسين لايجدون فرصتُهم للظهور بسبب البيروقراطية .أم أن المسئولين عنها يفضلون أن تبقى (عدن) مرآة متلفزة ليرى نجوم الماضي الجميل أنفسهم وقديمهم وشبابهم من خلالها .. وليتذكر المشاهدون الأيام الخوالي والشباب.[c1]* أديب وقاص سعوديعضو هيئة الصحفيين السعوديين[/c]
المسلسل الامريكي الشهير بونانزا