غضون
- عصر أمس تحدث الأديب المعروف / حسين السيد إلى الحضور في منتدى خور مكسر الذي يديره وينفق عليه / علي السيد, تحدث بإيجاز عن الفن والهوية الوطنية, وكان مما قاله : إن الفن في مصر لعب دوراً أساسياً في تكوين هوية المجتمع المصري ورسخ في أبنائه حبهم لوطنهم وولاءهم له .. وإن الفنان يتغنى بالإنسان كإنسان بغض النظر عن مدينته أو مذهبه أو أي خصوصية أخرى .. وأن فرقة إنشاد أو فرقة غنائية يكون المشاركون فيها ما بين حضرمي وتعزي ولحجي وصنعاني وعدني ومع ذلك يهتم الناس بغنائها ويتأثرون به ولا يسألون من أي منطقة هذا ولا يميزون بين العدني والتعزي .. وغنى الفنان / فضل كريدي - وهو لحجي حسب اعتقادي - أغنية باللحن الصنعاني فطرب لها جميع من كان في المنتدى وفيهم الأبيني والعدني والصنعاني والذماري والحضرمي والتعزي سابقاً اللحجي حالياً كاتب هذه السطور.- الفكرة الاساسية عند / حسين السيد هي أن الفن اليمني كفيل بتعزيز الهوية الوطنية, والوحدة الوطنية الولاء الوطني أو قل هذا ما فهمته - ولكي يلعب هذا الدور يتعين النهوض بالثقافة والفنون الشعبية ومن ضمنها الغناء, وهذا دور المؤسسات الثقافية وفي طليعتها وزارة الثقافة التي تخصص لها ثمانية مليارات ريال من الخزانة العامة أو من أموال دافعي الضرائب, ومن حقهم عليها أن تستخدم هذا المال للنهوض بالأدب والفن والعناية بالأدباء والفنانين, وإنشاء مسارح .. الخ.- بالنسبة لى أضيف إلى هذا - وهو صواب - أن النهوض بالأدب والفن يتطلب أيضاً قدراً كافياً من الجرأة والشجاعة لدى المثقفين ولدى المسؤولين في وزارات التربية والثقافة والإعلام للتصدي لأكبر هجوم تعرضت وتتعرض له الآداب والفنون في اليمن, وهو السلفية أو الوهابية التي جففت الإبداع وكفرت أصحابه وألغت المسرح المدرسي, وهاجمت وتهاجم الفنانين والأدباء عبر خطاب ديني تكفيري ومن فوق منابر جهيرة .. هي تقول للناس : أنظروا فرقة الرقص هذه .. هل حررت القدس, أنظروا إلى هذا الفنان هل غناؤه سيحرر غزة .. أنظروا إلى فرقة الرقص الشعبي هذه هل هؤلاء الذين يخطرون في المسرح أو المنصة حرروا أفغانستان .. وهكذا وهكذا .. والناس يصدقونهم .. بينما ليس من مهمة فرقة الرقص أن تحرر بيت المقدس بل مهمتها فنية .. والفنان وظيفته أن يغني وليس من واجبه أن يفك حصارعكا .. وهكذا عطلوا كل المواهب ومع ذلك لم تفتح القدس .. تعطل الفن وزادت الفتن فحسب بسبب السلفية.