المجتمع يصبو إلى أمن واستقرار ومساواة ولقمة عيش هنية وسكن وتطبيب وتعليم مجاني وتكافؤ .. اقسم بالله لو عملت أي قيادة مهما كان اتجاهها ولون طيفها السياسي أو نهجها الديني او الدنيوي.. سلطة تشبع البطون وتسمو بكرامة الناس وتنظم نواميس قيادة المجتمع وفقاً للعدالة الانسانية الصائنة للحقوق والواجبات لتصبح حياة الناس متناهجة ـ منتظمة ـ محصنة بالأنظمة واللوائح، ولعل ولاء الناس لا ينبع من فوهة الدبابة أو المدفع بقدر ما يتأتى من قدرة القيادة على الاحساس والتقرب من محتاجات الناس العليا والسهر والاستبسال في تسخير كل الموارد والجهود والامكانات العامة نحو توفير وايجاد الرفاهية العامة لكل الناس ـ العدالة لكل الناس .. الخبز الهنيء لكل الناس .. السكن المريح لكل الناس .. العمل لكل الناس التعليم والتطبيب لكل الناس ..صيانة كرامة كل الناس .. العدالة لكل الناس.. المساواة بين الحاكم والمحكوم وفقاً للنظام والقانون.
بالمختصر المفيد السلطة النابعة من أوساط الناس والمتشابكة مصلحة بقائها بمصالح السواد الأعظم من أفراد المجتمع .. السلطة المرتبطة مصالحها الحياتية والسياسية والمعيشية بمصالح الجميع من أبناء المجتمع، حينها لا تحتاج هذه السلطة الى كيل شعارات براقة أو الاغداق على كم هائل من المطبلين المنافقين ولا التمترس خلف فوهات الأطقم والدبابات ولا حتى الهراوات.
لم أورد شيئا من مستخلصات افكاري فلستُ فيلسوفاً بل من مستخلصات واقعنا بدلائله، فكم من سلطات وأنظمة قمعية فولاذية بنت مجدها على آلات القمع ثم تهاوت لتقع تحت اقدام جموع المظلومين .. افهموها يا غافلين.. التكبر والارتهان لحشد القبيلة والعشيرة واحتقار انسانية البشر حتماً مصيره التمرغ في وحل الخزي والسقوط المذل الموسوم بلعنات الجماهير.
اقول: الشواهد التاريخية ماثلة لعيان الجميع وتذكروا «إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك» .. وأعلموا ان شطحات البغي وإذلال الناس ونهب حقوقهم لن تمر مرور الكرام.
والله على ما أقول شهيد
