دون أي احترام أو إذعان للقانون الدولي أو التزام للإرادة الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي والهيئات والمنظمات والتحالفات الإقليمية، يستمر الاحتلال الإسرائيلي البغيض والأرعن والدخيل على دول وشعوب المنطقة بالاعتداءات السافرة والمشينة على أراضينا العربية وشعوبها المسالمة والملتزمة بكل القوانين والأعراف الدولية، بكل صلف وسوقية وبلطجة لا يمكن قبولها والاستمرار في تحمل تبعاتها وتداعياتها الخطيرة.
فقد تابع العالم باهتمام وقلق بالغ وغير عادي قيام إسرائيل، وبأوامر مباشرة من السفاح والمطلوب دولياً بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، سيئ الصيت والسمعة، المدعو نتنياهو رئيس وزراء الكيان المحتل، وبتحريض من فريقه الحكومي وبدرجة رئيسية مجرم الحرب بن غفير، والسفاح المعتوه سموتيرتش ووزير الدفاع المريض، والراديكالي الأحمق سرائيل كاس.. حيث قام هذا الكيان المجرم بضرب العمق السوري مستغلاً الظروف التي تمر بها سوريا الوليدة من رحم القهر والظلم والاستبداد، وكذا لبنان الجريحة رغم توقف الحرب، ومناطق سكنية آمنة في اليمن. وأخيراً وليس بآخر ضرب (العمق القطري) رغم كل الجهود الدولية والإنسانية والأخلاقية التي بذلتها وتبذلها دولة قطر، التي تعد وسيطا استراتيجيا ولاعبا سياسيا هاما وفاعلا لإنهاء الصراع السياسي والحروب الضروس بين تل أبيب وحركة حماس، كما يعلم الجميع. وهو ما يؤكد وبالبرهان القاطع مدى الحقد الدفين والهمجية الفجة اللتين تحملهما إسرائيل تجاه كل ما هو عربي، وبصيغة عنوانها التوحش والعنصرية وشريعة الغاب.
إن العالم اليوم وشعوب المنطقة يعيشون تحدياً كبيراً وخطيراً ومهيناً لسيادة الدول وحقها القانوني الطبيعي والإنساني، الذي كفلته كل القوانين والمواثيق والأعراف بالعيش بسلام وحرية وكرامة إنسانية، وهو ما لا تؤمن به إدارة النتن ياهو وشلة القتل والإبادة الجماعية ممن جبلوا على ممارسة الإرهاب الدولي والقتل بالهوية، وبأبشع صورة ممكنة.
مؤخراً، توقفت حرب غزة البشعة وفق خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط ومنطلقها (غزة البطولة والعزة)، حسب ما وعد ترامب إدارة البيت الأبيض، وقد لاقت قبولاً وارتياحاً عربياً وإسلامياً وعالمياً كبيرا ووميض أمل وتطلعاً واسعاً، نحو سلام عادل وشامل في المنطقة والعالم الذي استبشر خيراً بهذه الخطوة الأكثر من رائعة والعظيمة حقاً.
وفي غضون يومين من هذا الحدث المهيب والفاعل والسعيد، وفي غمرة هذه الأفراح (وتوقف شلالات الدم الفظيعة) التي أقدم عليها الاحتلال، قتلت إسرائيل ثلاثة فلسطينيين أبرياء بدم بارد وبلطجة وسوقية مرفوضة وسخيفة، تستهدف خرق (الاتفاق) والعودة بأسرع وقت ممكن نحو حمامات الدم ومستنقعات العنف والرعب والهمجية التي أدمنتها حكومة إسرائيل المتعاقبة منذ اتفاقيات (غدر بلفور) المشؤوم، وسقوط شعوبنا العربية في قبضة الأطماع الصهيونية والغربية واستهتارها بـ(الدم الفلسطيني والعربي) لخدمة (الإرهاب الإسرائيلي) الذي هو عدو لكل العالم والقوى المحبة للسلام.
وليس أمام شعوبنا العربية والاسلامية سوى الدخول في تحالف (سياسي وعسكري وأمني) يوقف إسرائيل الإرهابية (قولاً وفعلاً)، من خلال إجراءات ردع قوية وصارمة و(فاعلة) تحمي أراضينا وتحفظ مصالحنا وآمالنا وتطلعاتنا في العيش بأمن وسلام وحرية ووئام، بعيداً عن (بيانات الشجب والاستنكار ولغة اللهم نفسي) التي أدمت قلوبنا وكسرت عزائمنا وشوهت جمال تاريخنا المرصع بالمجد والعلياء والفكر المضيء والألق التليد الضاربة جذوره في أرضية التاريخ.
