
تطوي السنوات أعمارنا كأمواج البحر إلى شواطئ لا حدود لها في فراغ الكون بتشكيلاته الطبيعية، بين ذرات منقسمة يتكون منها الضوء والعتمة والنفس البشرية بتناغم إلهي بديع.
وفي خضم هذه الصورة البديعة نتوه في هذ الفضاء الواسع، من الصعب أن تتجمع الأشياء وتتسق مع هذا التناقض الكوني، الامر الذي يفقدنا القدرة على تذكر الأشياء، ربما ينسى بعضنا ماذا كان بالأمس وما هو عليه اليوم.
من الصعب أن يتذكر بعض الأشياء في ظل التناقض الكبير مع ما كان بالأمس وما هو عليه اليوم.
وقد أبحر في أعماق التحول الكبير الذي طرأ على الواقع من تطور كبير في مختلف فروع العلم والذكاء الاصطناعي، الذي بإمكانه أن يحول التراب إلى تبر، ويحاكي شخصية ماتت من سنوات، ويتحدث لغة لا يتقنها.
إن ما يحدث اليوم ربما يجعلنا ننزلق إلى عالم الجريمة والانحراف، في ظل غياب الرقابة والمتابعة وغياب القانون.
لقد فقدنا ذاكرتنا، لم نعد نتذكر ماذا كنا نعمل قبل أن نتقاعد، وقد وضعنا حواجز بيننا وبين الآخرين، لم نعد نسمع صديقا من سنوات وهو أقرب إلينا من حبل الوريد.
كنا كالجسد الواحد يتنفس من رئة واحدة. ولكننا اليوم نجد الجفاء هو السائد والقطيعة هي العرف.
هل الواقع فرض علينا ذلك؟ لا أعتقد، وإنما هو مرض العصر الذي انتفت معه - عند البعض - القيم الجميلة.