أن تبقى الأهرام حاضرة بكل هذا الزخم السياسي والمهني، فتلك ليست مجرد استمرارية، بل قصة نجاح وطنية وإعلامية فريدة.
نحن من جيل فتح عينيه على هيبة “صاحبة الجلالة”؛ الصحافة المكتوبة، وكانت الأهرام صورتها الأبهى. كان يكفي أن تسمع: “نُشر في الأهرام” حتى تأخذ الخبر بجدية وتضعه في خانة الموثوق. وتلك مصداقية مستمرة.
مرّت بي محطات صحفية كثيرة، ولكل منها مكانتها في قلبي، لكن أن تكتب في الأهرام، فذاك منعطفٌ خاص له وقع في الذاكرة والوجدان. فقد كتبت الأسماء الكبرى على صفحاتها، من توفيق الحكيم ونجيب محفوظ إلى محمد حسنين هيكل، ومن محمود درويش إلى أحمد عبد المعطي حجازي. ويوسف القعيد وفاروق جويدة، الى عشرات الأسماء المنيرة لسماء الفكر، ودنيا الصحافة والإبداع .
كانت الأهرام منبرا لهم، وصارت جزءا من الذاكرة الثقافية العربية.
لم تكن الجريدة شاهدة فقط على تحولات المجتمع المصري والعربي، بل كانت –وما تزال– إحدى ركائز استقراره وبناء مؤسساته.
تحية لـ (الأهرام) في عيدها المائة والخمسين. تحية إلى جريدة صمدت وتألقت، وبقيت شاهدة وصانعة في آن واحد .