
ورغم عمومية المعلومات الدقيقة حول الجهة التي تقف خلف هذا التحرك الإيجابي المفاجئ، فإن النتيجة كانت واضحة، ارتياح نسبي في أوساط الناس بعث أمل جديد بأن هناك من لا يزالون يعملون لأجلهم بصمت.
ربما كان هذا القرار نتيجة بادرة فردية مخلصة أو نتاج عمل جماعي تنسيقي بين جهات وطنية آثرت أن تظل بعيدًا عن الضجيج، أياً كانت الجهة فإن ما حدث يُعد خطوة إيجابية تستحق الامتنان، لأنها جاءت في وقت تزايدت فيه الأعباء وضاقت فيه سبل العيش على كثير من الأسر.
حتى لو كان هذا الانخفاض مؤقتًا أو محدود الأثر إلا أنه مؤشر على أن التغيير ممكن حين توجد الإرادة، وأن هناك من لا يزال يشعر بالناس ويسعى لتخفيف معاناتهم، وفي زمن تُغلب فيه المصالح والجبايات، يصبح أي فعل يُراعي المواطن فعلاً إنسانيًا يستحق الثناء.
إن من يعمل بصمت من أجل الناس لا يحتاج إلى شكر ولكن من الواجب علينا أن نقولها:
شكرًا لك، أو شكرًا لكم جميعًا، على هذه اللفتة التي بعثت شيئًا من الأمل في النفوس.
ونأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لتحركات أوسع تُسهم في ضبط السوق ومحاسبة المتلاعبين واذعان التجار على خفض الأسعار بما يتناسب مع انخفاض سعر الصرف حتى يشعر المواطن بتحسن فعلي في معيشته اليوميه، فالأوطان تُبنى بالأفعال الصادقة لا بالخطابات، والتاريخ لا يُخلد من تحدث كثيرًا، بل من عمل بصمت وترك بصمة إيجابية على ناصية الواقع المعاش.