
إذا كان الحوثي يشعر بالوطنية والغيرة على بلده، فعليه أن يترك صنعاء لأهلها، ويتجنب إقحامها في دوامة الرعب والخوف والقصف والحصار. وإذا كان لديه قدر من الإنسانية والضمير، لكان بإمكانه الانسحاب من أجل المواطنين الأبرياء، ومن أجل أنين الجرحى وصوت الثكالى.
هل يشعر الحوثي بالخجل من أفعاله وأخطائه؟ هل يسعى لصنع بطل قومي أو أسطورة من دماء وأشلاء اليمنيين، على حساب تضحيات الشعب لمشروع شيطاني بلا هدف؟ المؤسف أنه سيبقى مغرورًا وصلفًا، وفي النهاية سيترك البلاد دون أن يفكر فيما فعله باليمنيين، كما لو كان قد رفع تحية في مجلس وغادر، ناسيًا أنه هدم كل شيء على رؤوس اليمنيين، ولم يكتف بذلك بل أدخل البلاد في حرب عالمية لا تبقي ولا تذر.
لقد حول الحوثي المصانع إلى مخازن للوقود لتمويل جهوده الحربية، ونقل السلاح إلى المدارس والمرافق الصحية والأحياء السكنية والسجون ومراكز احتجاز المهاجرين، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير المنشآت وقتل المدنيين بسبب تصرفاته غير المسؤولة وغروره في محاربة اعتى دول العالم.
نحن في الجنوب ضد السلالة الكهنوتية، وليس ضد أبناء الشمال الذين يعانون من الظلم. لسنا من يتشفى بما يحدث في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى في شمال اليمن، بل نتألم عندما يتعرض المواطن البسيط للاضطهاد.
على الرغم مما تعرض له الشعب الجنوبي من ظلم واستبداد ونهب للثروات، فإننا نتمتع بصبر وتسامح أكبر، ونسعى للتعايش والتعاطف. نحن نحلم بحلول عادلة ومنصفة، واستعادة الحقوق، وحل القضية الجنوبية العادلة، لنعيش بأمن وأمان في بلادنا، شمالها وجنوبها.