من الجامعة إلى الميدان.. تعزيز الوعي البيئي بحماية السلاحف البحرية عبر أنشطة أكاديمية وميدانية في عدن




14 أكتوبر/ خاص:
تقرير / محمد ناصر :
في إطار جهوده المتواصلة لحماية التنوع البيولوجي والحياة البحرية، نفّذ مركز رؤى للدراسات الاستراتيجية والاستشارات والتدريب سلسلة من الأنشطة التوعوية الهادفة إلى حماية السلاحف البحرية في خليج عدن، ضمن مشروع “أنقذوا السلاحف البحرية في خليج عدن”، بدعم من مرفق البيئة العالمي (GEF) وبرنامج المنح الصغيرة (SGP)، مستهدفًا طلاب الجامعات والمجتمعات الساحلية على حدّ سواء.
هذا أحد العوامل المجهضة لمشروع بناء دولة مدنية في اليمن غير ان مسألة الإحاطة بكل جوانب هذه القضايا لا تكون عند قراءة أجزاء من المشهد لكن محاولة الطرف الشاهد عند فترات من مفارقات الأحداث تساعد على معرفة كيف تذهب بعض التصورات السياسية نحو غايات هي في واقع أمرها أزمة ذات استمرارية في نفسية هذه الأمة.
محاضرة توعوية في كلية الإعلام بجامعة عدن
ضمن المسار الأكاديمي للمشروع، نظم مركز رؤى، يوم الأربعاء، محاضرة توعوية في كلية الإعلام بجامعة عدن، هدفت إلى تعزيز الوعي البيئي لدى طلاب الإعلام، وتمكينهم من أداء دور فاعل في نقل الرسائل البيئية وحماية الحياة البحرية، باعتبار الإعلام أحد أهم أدوات تشكيل الوعي المجتمعي.
وفي مستهل المحاضرة، ألقت الدكتورة جاكلين منصور البطاني، رئيس مركز رؤى، كلمة أكدت فيها أهمية إدماج القضايا البيئية في العملية التعليمية والإعلامية، مشيرة إلى أن المؤسسات الأكاديمية تمثل حاضنة أساسية لبناء وعي بيئي مستدام. كما ثمّنت تعاون عمادة كلية الإعلام والطلاب، معتبرة أن هذا التفاعل يعكس وعيًا متقدمًا بدور الإعلام في خدمة قضايا المجتمع والبيئة.
وأوضحت البطاني أن مشروع “أنقذوا السلاحف البحرية في خليج عدن” يجسّد نموذجًا للتكامل بين المراكز البحثية والمؤسسات التعليمية والمجتمع، ويستهدف الحد من أبرز المخاطر التي تهدد السلاحف البحرية، وفي مقدمتها التلوث البحري والممارسات الخاطئة المرتبطة بالصيد، داعية طلاب الإعلام إلى تبنّي القضايا البيئية ضمن محتواهم الإعلامي اليومي.
كما شددت على أهمية إشراك الشباب في العمل البيئي، مؤكدة أن وعي الأجيال القادمة هو الضمان الحقيقي لاستمرار جهود الحماية والحفاظ على التنوع البيولوجي في خليج عدن.
من جانبه، عبّر الدكتور وهيب عزيبان، عميد كلية الإعلام بجامعة عدن، عن تقديره للدور الذي يقوم به مركز رؤى في ربط الجانب النظري بالتطبيقي، مشيرًا إلى أن مثل هذه المحاضرات تفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة لفهم القضايا البيئية من منظور إعلامي متخصص. وأكد استعداد الكلية للتعاون مع مختلف الجهات الداعمة لرفع مستوى الوعي البيئي، معتبرًا أن الإعلام يُعد السلاح الأقوى في مواجهة السلوكيات التي تهدد السواحل ومواقع التعشيش.
محاضرة علمية حول السلاحف البحرية
وعقب ذلك، قدّم الدكتور عبدالله الهندي، عميد كلية العلوم بجامعة عدن والمتخصص في الحياة البحرية، محاضرة علمية تناولت السلوك البيولوجي للسلاحف البحرية، وأهم مواقع تعشيشها في خليج عدن، إضافة إلى أبرز التهديدات التي تواجهها وسبل الحد منها. وأكد الهندي على الدور المحوري للبحث العلمي في دعم جهود الحماية وصياغة السياسات البيئية المستندة إلى المعرفة.
وشهدت الفعالية تفاعلًا لافتًا من طلاب كلية الإعلام، الذين طرحوا أسئلة ومداخلات ركزت على كيفية تحويل المعلومات العلمية إلى محتوى إعلامي مؤثر، وأهمية الإعلام المجتمعي في حماية البيئة البحرية، إلى جانب مناقشة التحديات التي تواجه الجهود الرامية للحفاظ على السلاحف ومواقع تعشيشها في السواحل الجنوبية.
حملة توعوية داخل الكلية
وفي السياق ذاته، نفّذ مركز رؤى حملة توعوية مخصصة لطلاب كلية الإعلام بجامعة عدن، تضمنت توزيع بروشورات وتعليق ملصقات إرشادية داخل الحرم الجامعي والمناطق المحيطة به، بهدف إشراك الطلاب في نشر رسائل المشروع وتوسيع دائرة الوعي البيئي.
وأوضح فريق المركز أن الحملة ركزت على تقديم معلومات مبسطة وسهلة الفهم حول السلاحف البحرية، والتهديدات التي تواجهها، والقوانين التي تحميها، إضافة إلى إرشادات عملية حول كيفية المساهمة في حمايتها والحد من الممارسات الضارة بمواقع تعشيشها.
ولاقت الحملة تفاعلًا واسعًا من قبل الطلاب، الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في أنشطة وحملات توعوية قادمة، مؤكدين أهمية دور الإعلام في تسليط الضوء على المخاطر البيئية، ودعم الجهود المجتمعية لحماية الحياة البحرية في خليج عدن.
حملة ميدانية في حراج صيرة
وامتدت أنشطة مركز رؤى إلى الميدان، حيث نفّذ صباح الخميس حملة توعوية في حراج صيرة بمحافظة عدن، استهدفت الصيادين والباعة وروّاد الحراج، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية حماية السلاحف البحرية ومنع اصطيادها أو الاتجار بها.
وخلال الحملة، قام فريق المركز بتوعية الصيادين بالتهديدات التي تتعرض لها السلاحف، خصوصًا خلال فترات التعشيش، وشرح الآثار السلبية للممارسات الخاطئة على التوازن البيئي للسواحل. كما جرى تعليق ملصقات إرشادية في مواقع متعددة داخل الحراج، تضمنت رسائل تحذيرية من اصطياد السلاحف أو العبث ببيوضها، إلى جانب إرشادات حول التعامل السليم معها عند مشاهدتها في البحر أو على الشواطئ.
وأكدت الدكتورة جاكلين البطاني أن هذه الحملة تأتي ضمن التزام المركز بالعمل المباشر مع المجتمعات الساحلية، مشددة على أن حماية السلاحف البحرية مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الصيادين والجهات الرسمية والمجتمع المدني. وأشارت إلى أن اعتماد أساليب توعوية مبسطة ومباشرة يسهم في إحداث تغيير إيجابي في السلوكيات اليومية، خاصة في المناطق ذات النشاط البحري الكثيف.
من جهته، أكد المهندس نيازي مصطفى، مدير مكتب حماية البيئة في عدن، أن هذه الأنشطة تمثل خطوة مهمة لتعزيز الوعي البيئي لدى الصيادين، مشددًا على ضرورة الالتزام بالقوانين التي تجرّم اصطياد الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، وفي مقدمتها السلاحف البحرية.
تفاعل مجتمعي ودعم متزايد
ولقيت الحملات الميدانية ترحيبًا واسعًا من الصيادين وروّاد حراج صيرة، الذين عبّروا عن استعدادهم للتعاون مع الجهات البيئية وحماية السواحل من أي ممارسات تضر بالحياة البحرية، دعمًا للجهود التي يبذلها مركز رؤى في إطار المشروع.
وتأتي هذه الأنشطة ضمن خطة شاملة ينفذها مركز رؤى بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية، بهدف ترسيخ ثقافة الوعي البيئي، وتعزيز المسؤولية المشتركة في حماية السلاحف البحرية والأنواع المهددة بالانقراض، بما يسهم في الحفاظ على البيئة البحرية في خليج عدن للأجيال القادمة.

