الإجراءات الهادفة إلى خفض سعر صرف العملة الأجنبية وانعاش قيمة الريال اليمني لا هدف متوخى منها غير انعاش مستوى معيشة المواطن المكلوم جشعاً مقيتاً وبالدارجة العامية حقنا (المخوق جوعاً) هذا المخوق تراه صباحاً وظهراً ومساء يتساءل: تقولوا من صح وصحيح ان المسؤولين حقنا اللي فوق حسوا بمواجعنا وبهدلتنا ومرمطتنا وشمروا عن سواعدهم وعادوا إلى رشدهم وقرروا فعلاً دحملة اسعار العملات الأجنبية ورجعوا الاعتبار لحقنا الريال المتكرفس من زماااان في غرفة العناية المركزة ينازع لفظ أنفاسه الأخيرة.
عمتي سعود دائماً تتساءل: تقولوا صدق ان الريال حقنا خرجوه من غرفة الانعاش إلى غرفة العناية وإلا يكذبوا علينا؟ بالله كيف تشوفوا الاسعار حق الأكل والشرب مكانها مولعة ولا طفت والوعود والبشائر تنزل علينا من الراديو والتلفزيون مثل المطر خلاص زبطنا بواطل التجويع زبط والحكم حقنا رفع البطاقة الحمراء بوجه اللاعبين هردمان وولول بهم الى خارج الملعب وصلح لهم عقوبات توقيف ابدية لعدم عودتهم إلى ملاعب الجشع والحكولة والرفس والمرفاسة وكسار الصراميح، تقولوا هذه الخبابير من صدق وإلا قدها سفطة؟ .. كل شيء جائز بس المواطن الغلبان يشتي من يشفي غليله وينقذه من جحيم الأسعار القاتلة مش يشتي خبابير لا منها ولا عليها بطلوا كلام الادعاءات ونقصوا لنا اسعار الخبز والروتي وجيبوا لنا المعيشة المقبولة اللي تستر الحال أول شيء وخلونا نحس بستر الحال نأكل ونشرب بيسر مثل كل البشر، وبعدين نحن اللي بانصفق لكم وبانزغرد وبانرقص لكم بحفاوة في كل الشوارع والأزقة كمان، بس نشتي منكم تنقذوا حياتنا من هاوية الهلاك بحق وحقيق .. اخرجوا ساعتين في الاسبوع إلى الشوارع وشوفوا حرارة الجو ايش عاملة فينا .. أنظروا الى وجوه أطفالنا وشبابنا شوفوها كيف هي ظامرة وعيونهم ذابلة وحلوقهم ناشفة .. الجوع كافر يا جماعة، البطون الخاوية ما تشتيش شعارات وخبابير ووعود، شي معاكم معالجات تشبع البطون الخاوية أو طلفسات تورم جيوب الجشعين.
المعانات كثيرة والوعود المخملية أكثر، والكيل قد طفح بل بلغ السيل الزبى، وكل الملاعب جاهزة للعب الهردمان والناس مش قادرة تتحمل أكثر.
يا عقلاء ويا انصاف العقلاء، افيقوا واتقوا الله بعباده أعملوها خيراً لعلها تسبقكم خيراً يوم القيامة، يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون ولا يحزنون ولا ينفعكم إلا ما قدمتموه لعامة شعبكم ووطنكم ودينكم.
والله من رواء القصد
