تل أبيب تعيد جثامين 15 فلسطينياً إلى القطاع وتتعرف على رفات رهينة إضافية سلمتها "حماس"





غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم السبت أنه انتشل جثث تسعة فلسطينيين قال إنهم قتلوا في هجوم استهدف حافلة أمس الجمعة، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه أطلق النار على مركبة تجاوزت ما يعرف بـ"الخط الأصفر".
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم إنه "بعد التنسيق مع مكتب الصليب الأحمر، طواقم الدفاع المدني تتمكن من انتشال تسعة قتلى نتيجة استهداف الاحتلال الإسرائيلي باصاً للنازحين شرق حي الزيتون بالأمس".
إلى ذلك أعادت إسرائيل جثامين 15 فلسطينياً إلى غزة اليوم، مما يرفع العدد الإجمالي الذي سلمته إلى 135 جثماناً، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وأكدت حركة "حماس" أمس الجمعة "التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية". وأضافت أن "إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دفن في أنفاق دمرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها".
من جهتها، تعد إسرائيل أن التأخير في تسليم الرفات يشكل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار. أما الحركة فدانت "الانتهاكات العديدة للاتفاق" وأشارت إلى مقتل 28 شخصاً بنيران إسرائيلية منذ الـ10 من أكتوبر الجاري. وقال الجيش الإسرائيلي أمس إنه ضرب "عدة إرهابيين" اقتربوا من القوات الإسرائيلية في منطقة خان يونس (جنوب).
وللمساعدة في البحث عن الجثث، ينتظر فريق مكون من 81 عضواً من وكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) عند الحدود المصرية منذ أمس.
وقال مسؤول تركي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية إن عناصر الفريق "جاهزون لتنفيذ عمليات بحث وإسعاف بين الأنقاض"، موضحاً أن مهمتهم تقضي بالبحث عن جثث ضحايا "إسرائيليين وفلسطينيين على السواء".
وأعلن الدفاع المدني في غزة أمس انتشال جثامين 280 فلسطينياً من تحت الأنقاض منذ سريان وقف إطلاق النار. وتقدر السلطات المحلية أن نحو 10 آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض داخل غزة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أمر الجيش بترسيم "الخط الأصفر" على الأرض والذي يمثل حد إعادة انتشاره بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
في الأثناء، يظل الوصول إلى قطاع غزة الذي تسيطر إسرائيل بالكامل على حدوده مقيداً للغاية. وينص اتفاق وقف إطلاق النار على إعادة فتح معبر رفح الحيوي بين مصر والقطاع الفلسطيني.

ودخل منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فلتشر أمس قطاع غزة، حيث زار فرناً بدأت تصله المحروقات والطحين، "مما يتيح له إنتاج 300 ألف رغيف خبز في اليوم"، وفق ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
لكن مع إعلان الأمم المتحدة نهاية أغسطس الماضي المجاعة داخل مناطق من غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل، أكد برنامج الأغذية العالمي أمس أن معالجة الوضع "ستتطلب وقتاً"، داعياً إلى فتح جميع المعابر مع القطاع الفلسطيني "لإغراق غزة بالغذاء".
وتتضمن المرحلة اللاحقة من خطة السلام نزع سلاح "حماس" والعفو عن مقاتليها أو خروجهم إلى المنفى واستمرار الانسحاب الإسرائيلي، وهي نقاط تظل خاضعة للنقاش.
أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري، نقلاً عن مسؤول أميركي ومصدر مطلع أمس الجمعة، بأن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى الشرق الأوسط مساء غد الأحد لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة وسط أزمة بين إسرائيل وحركة "حماس" في شأن تسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين. ومن المتوقع أن يزور مصر وإسرائيل، وأن يوجد على الأرض في قطاع غزة.
وذكر الموقع أن ويتكوف من المتوقع أن يواصل العمل على إنشاء قوة الاستقرار الدولية لنشرها في أجزاء من قطاع غزة، وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، مما يسمح بمزيد من عمليات الانسحاب للجيش الإسرائيلي من غزة. وأضاف أن الولايات المتحدة تريد بدء عملية إعادة الإعمار في أجزاء من غزة لا تسيطر عليها "حماس"، بخاصة مدينة رفح التي تأمل الإدارة الأميركية في أن تتحول إلى نموذج لما ستصبح عليه غزة بعد القضاء على "حماس".
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن حركة "حماس" تحتجز جثث 7 إلى 10 محتجزين، وهو ما يخلق أزمة، وأبلغ الرئيس الأميركي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يعلم بالأمر ويعمل على حله. وأشار إلى أن البيت الأبيض أكد لإسرائيل أن مسألة إعادة جثث الرهائن ينبغي ألا تؤخر تنفيذ الخطوات التالية في اتفاق غزة، وأن ويتكوف سيعمل للضغط على "حماس" لإنهاء الأمر.
أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت التعرف إلى هوية الرهينة إلياهو مارغاليت الذي توفي في الأسر وأعادت حركة "حماس" الفلسطينية رفاته أمس الجمعة.
وجاء في بيان أن الجيش الإسرائيلي "أبلغ عائلة الرهينة إلياهو مارغاليت بأن (جثمانه) قد أعيد إلى إسرائيل وجرى التحقق من هويته"، وأكد البيان أن إسرائيل لن تساوم ولن تألو جهداً حتى عودة كل الرهائن الأموات.
وفي وقت سابق أعلن الجيش الإسرائيلي أن الصليب الأحمر تسلم جثة رهينة كان محتجزاً في قطاع غزة لدى حركة "حماس". وقال الجيش في بيانه "بحسب المعلومات التي قدمها الصليب الأحمر، نقل نعش رهينة متوفى إلى عهدته وهو في طريقه إلى قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة".
وكانت "حماس" أعلنت في وقت سابق الجمعة أنها ستسلم جثة رهينة إلى إسرائيل في وقت لاحق الليلة، بعدما كانت تعهدت في وقت سابق تسليم كل جثث الرهائن والتزام اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الإثنين.
وأفاد مسؤول تركي الجمعة بأن فريق المختصين الذي أوفد للمساعدة في العثور على الجثث في القطاع الفلسطيني المدمر ما زال بانتظار الحصول على إذن إسرائيلي للدخول.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اضطلع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدور رئيس في التوصل إليه، أعادت "حماس" 20 رهينة أحياء ورفات تسعة من 28 رهينة لقوا حتفهم، إلى جانب جثة أخرى قالت إسرائيل إنها ليست لرهينة سابق.
في المقابل أفرج الجانب الإسرائيلي عن نحو 2000 معتقل فلسطيني من سجونه وأوقف العملية العسكرية. وينص الاتفاق على الإفراج عن كل الرهائن الأحياء والمتوفين بعد 72 ساعة على بدء العمل بوقف إطلاق النار.
وقالت الحركة في بيان لها الليلة الماضية "إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها"، مشددة على أنها "تؤكد التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية".
وعبرت عائلات الرهائن القتلى عن غضبها لعدم تسليم "حماس" رفات أحبائها.
وطالب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الخميس الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق الذي أبرم مع "حماس" إن لم تسلم جثث الرهائن الـ19 المتبقية.

وقال ترمب الأربعاء في إشارة إلى "حماس" "إنهم ينقبون. هم يجدون كثيراً من الجثث".
واستجابة لدعوة وجهتها "حماس" للمساعدة في تحديد موقع جثث الرهائن الـ19 المدفونين تحت الأنقاض إلى جانب عدد ما زال غير معروف من الفلسطينيين، أرسلت أنقرة خبراء للمساعدة في عملية البحث.
وأكد مسؤول تركي لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة أن عشرات العناصر المتخصصين في الاستجابة للكوارث باتوا في الجانب المصري من الحدود بانتظار الحصول على الضوء الأخضر من الحكومة الإسرائيلية لدخول القطاع الفلسطيني.
وتم تزويد الفريق المكون من 81 عنصراً والتابع لهيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد) معدات بحث وإنقاذ متخصصة تشمل أجهزة للكشف عن مؤشرات الحياة وكلاب مدربة.
وتوقع مصدر في "حماس" أن يدخل الفريق التركي غزة بحلول الأحد. ولفت المسؤول التركي إلى أن مهمة الفريق المعقدة تشمل تحديد مواقع جثث فلسطينيين ورهائن على حد سواء.
ويبدو وقف إطلاق النار سارياً منذ أيام بعد عامين من المعاناة التي عاشتها عائلات الرهائن من جهة، وأهالي غزة من جهة أخرى الذين واجهوا القصف المتواصل والجوع والحصار.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي الجمعة أنه تمكن من نقل نحو 3000 طن من المواد الغذائية إلى غزة منذ دخل وقف إطلاق النار حيز التطبيق، لكنه حذر من أن الحد من المجاعة في قطاع غزة سيتطلب وقتاً، مشيراً إلى أنه يتعين فتح كل المعابر "لإغراق غزة بالغذاء".
ودخل منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فلتشر الجمعة قطاع غزة، حيث زار فرناً بدأت تصل إليه المحروقات والطحين، "مما يتيح له إنتاج 300 ألف رغيف خبز في اليوم".
وتنص خطة ترمب في شأن غزة المكونة من 20 نقطة على استئناف إيصال المساعدات فيما تنتظر المنظمات الدولية إعادة فتح معبر رفح في جنوب القطاع.
وتشمل المراحل التالية نزع سلاح "حماس" ومنح العفو لقادتها الذين يسلمون أسلحتهم، ومواصلة الانسحاب الإسرائيلي، وإرساء حكم لغزة بعد الحرب، وهي أمور ما زالت قيد البحث.

وشارك معزون رفعوا الأعلام الإسرائيلية الجمعة في ريشون لتسيون في جنازة إنبار هايمان التي أعيد جثمانها الأربعاء، بينما عاد غزيون للمرة الأولى منذ زمن طويل إلى المساجد المدمرة أو المتداعية لأداء صلاة الجمعة.
في غزة، حيث يسود ارتياح لتوقف القصف، بدأ الناس إزالة أنقاض منازلهم المدمرة في وقت يبدو الطريق نحو عودة الحياة إلى طبيعتها طويلاً.
وقال أحمد صالح صبيح، وهو من سكان مدينة غزة، "أعيش تحت تهديد الموت. قد ينهار (المنزل) في أي لحظة، لكن لا خيار لديَّ. إنه أفضل من العيش في الشارع".