عدن تشهد تدشين مشروع «أصوات عدن الخضراء»



عدن/ 14 اكتوبر / خاص :
شهدت العاصمة المؤقتة عدن، امس الاحد ، تدشين مشروع «أصوات عدن الخضراء»، تحت رعاية وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي ومحافظ عدن وزير الدولة أحمد حامد لملس. المشروع الذي تنفذه مؤسسة الصحافة الإنسانية (HJF) بالتنسيق مع الهيئة العامة لحماية البيئة فرع عدن، يأتي في إطار مشروع تكامل وبالشراكة مع منظمة سيفرورلد (Saferworld) وبدعم من الاتحاد الأوروبي (EU).
وأكد بسام القاضي رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية أن المشروع يهدف إلى مواجهة التحديات البيئية المتزايدة التي تواجهها مدينة عدن، وأبرزها التدهور المستمر في المحميات الخمس للأراضي الرطبة، والتي تُشكّل الدرع الطبيعي للمدينة ضد الكوارث المناخية، مستعرضاً الرؤية التي تقف لإطلاق المشروع، موضحاً أن مؤسسة الصحافة الإنسانية، التي تأسست في عدن عام 2019 وتعد من أكبر المنظمات المحلية المتخصصة في المجال، تدرك أن القضية البيئية هي في جوهرها قضية إنسانية.
وأشار القاضي في كلمته إلى أن الهدف الأسمى من هذا المشروع هو ضمان حصول اليمن على تمويلات عادلة من صناديق المناخ الدولية، مستلهماً تجربة ناجحة مثل المغرب، مشيراً إلى أن إهمال البيئة يهدد حياة السكان مباشرة، كما تجلى في سيول أغسطس 2025.
ولفت إلى أن المؤسسة تعمل من خلال تحقيقاتها الصحفية وأبحاثها باللغتين العربية والإنجليزية وحملاتها الدولية، لتحويل القضايا المناخية من الهامش إلى صدارة النقاش وصنع القرار، وتعمل على تمكين منظمات المجتمع المدني في عدن من قيادة العمل المناخي محلياً، من خلال سلسلة من الورش التدريبية المتخصصة بالتعاون مع ثماني منظمات مدنية والهيئة العامة لحماية البيئة، وسيتم تأسيس شبكة «أصوات عدن الخضراء» رسمياً لتعزيز الشراكات وبناء قوة ضاغطة دائمة لحماية المحميات حتى بعد انتهاء المشروع الذي يمتد لخمسة أشهر.
وقدّم القاضي شكره للدعم السخي من منظمة «سيفرورلد» والاتحاد الأوروبي، الذي سيمكنهم من إطلاق حملة إعلامية وميدانية واسعة وإعداد ورقة سياسات عامة وتقديم ملف المحميات إلى اتفاقية «رامسار» للمناصرة الدولية، واختتم كلمته بدعوة جميع الجهات الحكومية والمجتمع المدني للتعاون المشترك لتحويل التحديات البيئية إلى فرص حقيقية للاستقرار والتنمية، معلناً انطلاق المشروع على بركة الله.
من جانبه تحدث الأستاذ رشاد شائع، وكيل العاصمة المؤقتة عدن بكلمة نقل فيها تحيات معالي محافظ العاصمة الأستاذ أحمد حامد لملس، مؤكداً أن مشروع «أصوات عدن الخضراء» يمثل خطوة مهمة ورافعة للوعي في توقيت استثنائي تشهد فيه المدينة والعالم تحديات متزايدة بفعل التغيرات المناخية، جاء ذلك خلال كلمته في حفل تدشين المشروع، الذي يُعنى بالعمل المناخي والبيئي في العاصمة عدن.
واستشهد «شائع» بالتجارب المباشرة التي عايشتها المدينة، مثل السيول والفيضانات الأخيرة، كأدلة واضحة على كون عدن من أكثر المدن عرضة لمخاطر الكوارث الطبيعية. وأكد أن قضية المناخ تتجاوز الإطار البيئي لتصبح قضية إنسانية وتنموية تمس حياة السكان بشكل مباشر، مما يتطلب تضافر كافة الجهود الرسمية والمجتمعية لمعالجتها وضمان مستقبل أكثر أماناً واستدامة للأجيال القادمة، مؤكداً في ختام كلمته على التزام السلطة المحلية الكامل بدعم مثل هذه المبادرات النوعية، والعمل على تعزيز الشراكات مع مختلف المنظمات المحلية والدولية لحماية المدينة والحفاظ على بيئتها. كما أشاد بدور مؤسسة الصحافة الإنسانية والداعمين على جهودهم، معرباً عن تطلعه لأن يكون مشروع «أصوات عدن الخضراء» نموذجاً يُحتذى به في تعزيز العمل البيئي والمناخي في عدن.
بدورة قال الأستاذ صلاح العاقل، نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة، ان الأهمية الإستراتيجية لمشروع «أصوات عدن الخضراء» تأتي من كونه صوتا للوطن يصل إلى العالم، معتبراً التحديات البيئية التي تواجهها المحميات الطبيعية في عدن قضية إنسانية في المقام الأول، محذراً من التدهور المستمر للمحميات الخمس للأراضي الرطبة، والتي تُشكل الدرع الطبيعي للمدينة، مستشهداً بسيول وفيضانات أغسطس 2025 كمثال صارخ على هذه المخاطر.
وأوضح العاقل أن دور وزارة الإعلام محوري في تحويل القضايا المناخية من الهامش إلى صدارة النقاش وصنع القرار، مشدداً على أن إهمال البيئة يهدد حياة السكان مباشرة، وحدد ثلاث أدوات إعلامية حيوية لتحقيق هذا الهدف: «صوت يرفعها، وصورة توثقها، وإعلام يدفع بها»، مشيداً بدور مؤسسة الصحافة الإنسانية (HJF) وتميزها في الصحافة المتخصصة عبر تحقيقاتها المعمقة وأبحاثها باللغتين العربية والإنجليزية، معتبراً ذلك النموذج الذي تحتاجه البلاد.
وكشف نائب الوزير عن الركائز الثلاث التي ترتكز عليها رؤية المشروع، والمتمثلة في: «الاستثمار في المحتوى والوعي الوطني» من خلال إنتاج فيلم وثائقي وتحقيقات وحملة رقمية لتقديم وجه الوطن الحقيقي للعالم، و«حماية الكنز الثقافي والسياحي» باعتبار المحميات مواقع جذب يجب الحفاظ عليها، وأخيراً «التدويل والمناصرة» عبر تمكين الهيئة العامة لحماية البيئة من تقديم ملف المحميات إلى اتفاقية رامسار الدولية، مما يفتح الباب للحصول على تمويلات من صناديق المناخ العالمية، واختتم كلمته بتأكيد التزام الوزارة بتسخير منصاتها الإعلامية لدعم المشروع، داعياً جميع الجهات إلى التعاون لتحويل التحديات إلى فرص حقيقية للتنمية.
من جهتها عبرت شيماء المحضار، ممثلة منظمة «سيفرورلد»، عن سعادتها بالمشاركة في حفل تدشين مشروع «أصوات عدن الخضراء»، مشيرة إلى أن هذا المشروع يجمع بين شغف المجتمع المدني، وقوة الإعلام، والرؤية المشتركة لتحقيق مستقبل مستدام، موضحة ان الفلسفة التي تنتهجها «سيفرورلد»، والمتمثلة في الإيمان بأن السلام والاستقرار لا يُبنيان من الأعلى، بل من خلال التمكين الحقيقي للشركاء المحليين عبر شراكات عادلة ومرنة.
واستشهدت المحضار في كلمتها بمشروع «تكامل» الذي يدعم منظمات المجتمع المدني لتصبح قادة للتغيير في مجتمعاتها، من خلال منحها المرونة الكاملة لتصميم وتنفيذ المشاريع وفقاً لأولويات واحتياجات المجتمع المحلي، مشددة على أن دور المنظمة لا يقتصر على تمويل المشاريع فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز القدرات وبناء الشراكات وتمكين المجتمع المدني لقيادة التغيير بشكل مستدام، وأكدت أن مشروع «أصوات عدن الخضراء» يجسد هذه الفلسفة بشكل عملي، حيث يمنح الأصوات المحلية قيادة القضايا البيئية، ويعزز الإعلام الإنساني قدرة هذه الأصوات على الوصول إلى صناع القرار، مختتمة كلمتها بالتأكيد على أن العمل المشترك قادر على زراعة بصيص أمل في عدن وتأسيس مستقبل أخضر آمن ومزدهر.
وفي كلمة القاها في التدشين، وصف الدكتور عبدالله الحو، نائب رئيس هيئة الاعلام والثقافة في الامانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، أن المشروع يأتي استجابة عاجلة لخطر داهم يهدد مدينة عدن، يتمثل في التدهور المستمر للمحميات الخمس للأراضي الرطبة، التي تعد الدرع الطبيعي للمدينة في مواجهة الكوارث المناخية، مؤكداً أن تعرض عدن لمخاطر التغيرات المناخية هي «قضية أمن وطني وإنساني» لا تقل أهمية، وتستحق كامل الاهتمام.
كما أشاد الحو بالدور النوعي والمهم الذي تلعبه مؤسسة الصحافة الإنسانية (HIF)، معتبراً إياها الأكبر محلياً في مجال التخصص البيئي والمناخي، ومشيداً بتميزها عبر تحقيقاتها المعمقة باللغتين العربية والإنجليزية التي تهدف إلى إيصال صوت البلاد للمجتمع الدولي وضمان حصولها على تمويلات عادلة من صناديق المناخ، وأعلن في ختام كلمته، نيابة عن هيئة الإعلام والثقافة، عن تسخير كافة الجهود الإعلامية لتوثيق المخاطر البيئية بدقة وشفافية، ودعم عملية تقديم ملف المحميات إلى اتفاقية «رامسار» الدولية، للمساهمة في ضمان مستقبل أخضر مستدام لعاصمة الجنوب، عدن.
ويسعى المشروع، الممتد من 3 أغسطس 2025م حتى 3 يناير 2026م، إلى تمكين منظمات المجتمع المدني لتصبح قوى فاعلة في حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، مع تركيز خاص على محميات الأراضي الرطبة الخمس التي تشكل خط الدفاع الطبيعي للمدينة ضد آثار التغيرات المناخية.