مواطنون: لا كهرباء.. لا ماء.. لا رواتب.. ولا حياة لمن تنادي


- الحصول على ساعتين من الكهرباء غير كافٍ أمام ساعات الانطفاء الطويلة
- انقطاع الكهرباء زرع حالة من الإحباط المجتمعي بين الناس
- إبر الأنسولين الخاصة بمرضى السكري تتعرض للتلف جراء الساعات الطويلة للانقطاعات

عدن/ 14 اكتوبر / خاص :
لقاءات/ خديجة الكاف :
تُعدّ أزمة الكهرباء في عدن مشكلة يومية تتجاوز حدود الإزعاج البسيط، لتصبح عاملًا رئيسيًا يؤثر على جودة الحياة، وأداء الأعمال، واستمرارية التعليم. لم تعد مجرد خلل خدمي، بل تحولت إلى أزمة إنسانية تمس حياة الناس اليومية وحقهم الطبيعي في العيش الكريم، فأبسط ما يريده المواطن في عدن هو كهرباء، وها نحن على وشك دخول فصل الشتاء والأزمة كل يوم تزداد، ومطلب الحصول على الخدمة هو حلم الجميع.
من أجل التعرف على مدى معاناة المواطنين بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر، أجرينا لقاءات مع عدد من المواطنين، وإليكم التفاصيل:
قالت الصحفية رانيا الحمادي عن أزمة الكهرباء في محافظة عدن: “صارت أزمة الكهرباء تتجاوز حدود الإزعاج البسيط، لتصبح عاملًا رئيسيًا يؤثر على جودة الحياة، وأداء الأعمال، واستمرارية التعليم. فالحياة اليومية للأسر تتأثر بشكل مباشر، إذ تضطر إلى تعديل أنشطتها الروتينية وفق ساعات محدودة من توفر الكهرباء، بينما تبقى الأجهزة المنزلية الأساسية، مثل الثلاجات والمكيفات، متوقفة عن التشغيل لفترات طويلة، ما يضاعف من الأعباء المعيشية ويزيد من الخسائر الاقتصادية للأسر.
وتابعت حديثها قائلة: “الحصول على ساعتين فقط من الكهرباء مقابل عشر ساعات أو أكثر من الانقطاع المتواصل يضع المواطنين تحت ضغط مستمر، ويجبرهم على البحث عن بدائل مكلفة أو غير آمنة، مثل المولدات الخاصة أو استخدام وسائل الإضاءة التقليدية، أو المكيفات التي تعمل بالطاقة الشمسية. وحقيقة يجد الأطفال والطلاب أنفسهم في وضع تعليمي صعب، حيث يتعذر عليهم الدراسة أو إكمال واجباتهم المدرسية، وهذا ينعكس سلبًا على تحصيلهم العلمي” ..
وأضافت قائلة: “إن أصحاب الأعمال الصغيرة والمتاجر يعانون من خسائر مباشرة نتيجة توقف الأجهزة والمعدات، وهو ما يزيد من الأعباء الاقتصادية ويؤثر على القدرة الإنتاجية للمجتمع”.
واختتمت حديثها بالقول: “إن هذه الحالة المؤلمة والمستمرة تعكس أزمة حقيقية تستدعي تدخلًا عاجلًا وحلولًا مستدامة من الجهات المختصة، لضمان استقرار الكهرباء وتحسين ظروف الحياة اليومية للمواطنين، ورفع معاناتهم من الانقطاع الطويل والمتكرر”.
وقالت الأخت علوية معروف - مواطنة: “معاناة الشعب كله، صغارا وكبارا، معاناة جيل كامل من الكهرباء التي لا يوجد فيها أي تحسن، وكل شيء يخرب علينا في الثلاجة، وأجسادنا مليئة بالحبوب “الطفح الجلدي”، ووجوه الأطفال مليئة بـ”الصنافير” (البثور). هذا كله صار واقع حياة، لا مسؤول يسمع أو يرى. كل مسؤول يقول “نفسي نفسي” والشعب ضائع بينهم. حسبنا الله ونعم الوكيل”.
الكهرباء أزمة إنسانية
وقال سالم الحصني - رئيس مؤسسة شباب عدن الواعد: “انقطاعات الكهرباء في عدن لم تعد مجرد خلل خدمي، بل تحولت إلى أزمة إنسانية تمس حياة الناس اليومية وحقهم الطبيعي في العيش الكريم. الشباب خاصةً يدفعون الثمن الأكبر. فالعتمة تقطع عليهم طريق التعليم والعمل والإبداع، وتضعف فرصهم في بناء مستقبل أفضل. كثرة الانقطاعات لا تولّد فقط معاناة مادية، بل تزرع حالة من الإحباط والاحتقان المجتمعي”.
وأشار إلى أن إعادة الكهرباء كما كانت “ليست مطلبًا ترفيهيًا، بل ضرورة لإعادة الأمل واستعادة ثقة الناس وتهيئة بيئة آمنة ومستقرة تساعد على التنمية والسلام”.
وقالت المواطنة أم أحمد: “نحن كمواطنين في مدينة عدن نعاني من أزمة خانقة ومتواصلة بسبب الانقطاعات الطويلة للكهرباء، حيث لا تتجاوز ساعات التشغيل ساعتين مقابل ثماني ساعات انقطاع أو أكثر. هذه الانقطاعات المتكررة لم تعد مجرد مشكلة خدمية، بل تحولت إلى معاناة تمس كل تفاصيل حياتنا”.
وأضافت: “في الشوارع والأحياء تسمع شكاوى الناس من الحر الشديد الذي يرهق كبار السن والأطفال، ومن فساد الأطعمة بسبب توقف الثلاجات، بالإضافة إلى أعطال الأجهزة الكهربائية المتكررة”.
وأشارت إلى أن “الأزمة لا تتوقف عند المنازل فقط، بل تمتد إلى المستشفيات الحكومية التي كثيراً ما تتأثر بالانقطاعات، فانقطاع التيار عنها يشكل خطرًا مباشرًا على المرضى الذين يعتمدون على أجهزة الأكسجين”.
وتابعت قائلة: “تفاقم أزمة الكهرباء أصبح يهدد سلامة الأدوية التي تحتاج إلى تبريد مستمر، مثل إبر الأنسولين لمرضى السكر وغيرهم، وحتى ثلاجات حفظ الموتى تتعرض للخطر. كما أن مرضى الضغط والسكري يجدون أنفسهم في مواجهة أزمة حقيقية مع غياب الكهرباء اللازمة لحفظ أدويتهم”.
ولفتت إلى أن الطلاب يعانون هم أيضا جراء أزمة الكهرباء، ففي كثير من المدارس الحكومية يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد إلى ستين أو سبعين طالبًا، ومع انقطاع الكهرباء وغياب التهوية في الفصول المزدحمة يصبح الجو خانقًا وصعب الاحتمال.
وفي ختام حديثها قالت أم أحمد: “يعزف كثير من الطلاب عن الذهاب إلى المدرسة، ليس لضعف في الإرادة، بل بسبب الظروف القاسية التي تجعل البيئة التعليمية شبه مستحيلة. كل ذلك يجعل من انقطاع الكهرباء أزمة شاملة تطال البيت والمستشفى والمدرسة، وتثقل كاهل المواطن الذي بات ينتظر حلًا حقيقيًا يعيد للكهرباء استقرارها وللحياة بعضًا من توازنها”.
لا خدمات ولا رواتب
من جانبها، قالت المواطنة أم خالد: “نحن لا نعاني فقط من انقطاع الكهرباء، نعاني من عدم توفر الماء وغياب الرواتب، ولابد من توفير جميع الخدمات الصحية والطبية والماء وتوفير الرواتب، حيث إن هناك عددا كبيرا من كبار السن والمرضى بالسكري والضغط ومرضى الفشل الكلوي، يعانون بسبب انقطاعات الكهرباء المتكررة لساعات طويلة تصل إلى أكثر من ثماني ساعات مقابل ساعتين فقط «لاصي»، وذلك بسبب غياب الدولة والحكومة”.
وأضافت قائلة: “وبسبب عدم وجود الكهرباء زادت الأعباء الشرائية علينا من شراء الثلج لشرب الماء البارد، وكمان بسبب انقطاع الكهرباء لا نستطيع سحب الماء بالدينمة “المضخة”، وعدم القدرة على تدريس الأطفال في ظل الحر، والله يصبرنا على هذه الأوضاع”.
خاتمة
إن هذه الحالة المؤلمة والمستمرة تعكس أزمة حقيقية تستدعي تدخلًا عاجلًا وحلولًا مستدامة من الجهات المختصة، لضمان استقرار الكهرباء وتحسين ظروف الحياة اليومية للمواطنين، ورفع معاناتهم من أعباء الانقطاع الطويل والمتكرر.