قطر تعلن اجتماعاً مساء اليوم مع الحركة ووفدين مصري وتركي لمناقشة البنود

واشنطن / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الثلاثاء إنه وفريقه ينتظرون أن تقبل حركة "حماس" خطة السلام في غزة التي طرحها أمس، وأضاف أن القادة الإسرائيليين والعرب قبلوا الخطة و"ننتظر فقط حماس".
وأكد الرئيس الأميركي للصحافيين، لدى مغادرته البيت الأبيض، أنه لا يوجد مجال كبير للتفاوض مع "حماس"، قائلاً إن "الحركة لديها ثلاثة أو أربعة أيام لقبول خطة غزة. الحركة قد تقبل وقد لا تقبل. وإذا لم تقبل، فإن الأمر سينتهي في شكل محزن للغاية".
من جانبها أعلنت قطر محادثات مساء الثلاثاء في الدوحة مع "حماس" وتركيا ومصر، لمناقشة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مؤكدة أن وفد الحركة الفلسطينية وعد بدراستها "بمسؤولية".
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحافي بالدوحة، "قامت دولة قطر وجمهورية مصر العربية يوم أمس من خلال الاجتماعات التي جرت هنا في الدوحة مع الوفد التفاوضي من حركة ’حماس‘ بتسليم الخطة، ووعد الوفد التفاوضي بدراستها بمسؤولية".
وجاءت التصريحات غداة إعلان ترمب خطة للسلام من 20 بنداً لإنهاء الحرب المتواصلة منذ نحو عامين بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة، بما في ذلك آلية لتطوير القطاع وإطلاق عملية تنتهي بإقامة دولة فلسطينية.
وأضاف الأنصاري "اليوم أيضاً سيكون هناك اجتماع آخر بحضور الجانب التركي كذلك مع الوفد التفاوضي، بهدف التشاور حول هذه الخطة"، مشيراً إلى وجود رئيسي المخابرات التركي والمصري في الدوحة.
وأكد مسؤول فلسطيني مقرب من "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحركة بدأت الثلاثاء بدراسة الخطة في أطرها القيادية، ومع الفصائل الفلسطينية الأخرى.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أمس الإثنين من واشنطن أنه يدعم خطة ترمب، لكنه قال إن الجيش الإسرائيلي "سينهي المهمة" في حال لم توافق "حماس" على الخطة.
وعلق الأنصاري "ما زال الوقت مبكراً حتى نتكلم عن ردود، ولكن نحن نتفاءل حقيقة بأن هذه الخطة هي خطة شاملة".
وأعربت قطر، التي تتوسط في الحرب بين إسرائيل و"حماس" في غزة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، أمس الإثنين استعدادها لمواصلة الدفع باتجاه إنهاء الحرب، بعد تقديم إسرائيل اعتذاراً عن ضربة شنتها في البلد الخليجي قبل أسابيع.
واعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الإثنين لرئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني عن الضربة التي استهدفت قادة حركة "حماس" في الدوحة، خلال اتصال هاتفي من البيت الأبيض.
وأفاد الأنصاري الثلاثاء بأن قطر "راضية" عن ضمانات أمنية قدمت لها في المكالمة، موضحاً أنه كان هناك "التزام من جانب إسرائيل بعدم مهاجمة قطر مرة أخرى". وقال "أعتقد أن الضمانات الأمنية والالتزامات التي قدمت في المكالمة الهاتفية أمس من طرف الرئيس ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي كانت واضحة جداً، وكانت بضمان من الرئيس الأميركي بأن قطر لن تتعرض لهجوم مجدداً".
وتدعو الخطة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لدى "حماس" في غضون 72 ساعة ونزع سلاح الحركة وانسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع يليه تشكيل مجلس سلام يترأسه ترمب نفسه.
واليوم، قال مسؤول مقرب من "حماس" لوكالة "الصحافة الفرنسية"، إن الحركة بدأت بدراسة خطة ترمب. وأضاف، "تبدأ اليوم في سلسلة المشاورات في أطرها القيادية السياسية والعسكرية داخل فلسطين وفي الخارج وستقدم الحركة رداً وطنياً يمثل الحركة وفصائل المقاومة"، مشيراً إلى أن المشاورات "قد تحتاج إلى عدة أيام".
وفي تصريح مصور نُشر على قناته على "تيليغرام" بعد مؤتمره الصحافي مع ترمب، قال نتنياهو، "سنستعيد جميع رهائننا، أحياء وبصحة جيدة، بينما سيبقى (الجيش) في معظم أنحاء قطاع غزة". وأكد نتنياهو أنه لم يوافق على قيام دولة فلسطينية خلال محادثاته مع ترمب، قائلاً "لا، إطلاقاً. لم يرد ذلك في الاتفاق. وقد أوضحنا وضوحاً تاماً أننا نعارض دولة فلسطينية بشدّة".
بدوره، انتقد وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش خطة السلام في غزة، وفي منشور على "إكس"، وصف سموتريتش الخطة بأنها "فشل دبلوماسي مدوّ وإغفال عن كل دروس هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، وأضاف "في تقديري، سينتهي الأمر أيضاً بالدموع. سيُجبر أطفالنا على القتال في غزة مرة أخرى".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الإثنين خطته للسلام في قطاع غزة التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يدعمها، محتفظاً في الوقت نفسه بحق "إنهاء المهمة" في حال رفضتها حركة "حماس".
وتحدث ترمب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو بعد اجتماع مطول بينهما عن "أحد أجمل الأيام في تاريخ الحضارات ربما".
وشكر ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي على "موافقته" على الخطة، وأعرب عن أمله في أن توافق حركة "حماس" عليها بدورها.
وتنص الخطة التي نشرها البيت الأبيض قبل وقت قصير من المؤتمر، على وقف فوري للحرب في حال موافقة طرفي النزاع عليها، والإفراج بعد 72 ساعة من موافقة إسرائيل العلنية على الاتفاق، عن جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، ثم إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين لديها محكومين بالمؤبد. كما تنص على أن تكون غزة منزوعة السلاح وتحكمها لجنة انتقالية مؤلفة من فلسطينيين تكنوقراط وخبراء دوليين بإشراف مجلس إدارة يترأسه دونالد ترمب، من دون أي دور بتاتاً فيها لحركة "حماس".
وتسلمت "حماس" من الوسيطين القطري والمصري نص الخطة، وفق ما ذكر مسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته إن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ومدير الاستخبارات العامة المصرية محمود رشاد "التقيا للتو مفاوضي (حماس) وسلموهم خطة الـ20 بنداً. وقال مفاوضو (حماس) إنهم سيدرسون الخطة بحسن نية ويردون عليها".
إلا أن حركة "الجهاد الإسلامي" التي تقاتل إلى جانب "حماس"، اعتبرت أن خطة ترمب "وصفة لاستمرار العدوان" على الشعب الفلسطيني.
وقال الأمين العام للحركة زياد النخالة في بيان "ما تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحافي بين ترمب ونتنياهو هو اتفاق أميركي-إسرائيلي، وهو تعبير عن موقف إسرائيل بالكامل، وهو وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني... وصفة لتفجير المنطقة".
لكن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف قال إن رد حركة "حماس" المبدئي على خطة الرئيس الأميركي "إيجابي جداً". وأضاف في مقابلة مع "فوكس نيوز" إن "رد حركة حماس المبدئي على خطة الرئيس ترمب عبر قطر ومصر إيجابي جداً، رغم عدم تقديم موقف نهائي بعد".
وأكد ويتكوف أن ترمب "يريد سلاماً كاملاً لا يقتصر على غزة بل يشمل الشرق الأوسط، وقد ينعكس حتى على روسيا وأوكرانيا".
وعبَّر ويتكوف عن تفاؤله بنجاح خطة ترمب لوقف الحرب في غزة، مضيفاً "لديَّ أمل كبير بنجاحها". وتابع قائلاً "لدينا دعم واسع النطاق من دول الخليج العربية ومن الأوروبيين وتواصل مباشر مع بريطانيا وفرنسا". واختتم بالقول "ما زالت هناك تفاصيل تحتاج إلى عمل، لكنني متفائل بطبيعة الرئيس ترمب، وقدرته على دفع الجميع نحو اتفاق نهائي".
وأكد ترمب أنه سيترأس "مجلس إدارة السلام" الذي سيشرف على المرحلة الانتقالية في قطاع غزة وسيضم بين أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي سارع إلى الترحيب بـ"الخطة الشجاعة والذكية" للرئيس الأميركي.
وستتولى خلال هذه المرحلة شؤون القطاع الفلسطيني لجنة فلسطينية "غير سياسية ومن التكنوقراط". وبحسب بنود أخرى وردت في الخطة، ستعمل الولايات المتحدة مع "شركاء عرب ودوليين لتشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار على أن تُنتشر فوراً في غزة".
وشدد ترمب على أهمية دور الزعماء العرب في تنفيذ الخطة، وشكرهم، ومنهم السعودية وقطر والأردن.
وقال نتنياهو من جهته "أدعم خطتكم لإنهاء الحرب في غزة والتي تحقق أهدافنا الحربية. ستعيد إلى إسرائيل جميع رهائننا، وتفكك القدرات العسكرية لـ(حماس)، وتنهي حكمها السياسي، وتضمن ألا تشكل غزة مجدداً تهديداً لإسرائيل". وأضاف "سيتم نزع سلاح (حماس). غزة ستكون خالية من السلاح. ستحتفظ إسرائيل بالمسؤولية عن الأمن، بما يشمل منطقة أمنية في المستقبل المنظور. كذلك، ستكون لغزة إدارة مدنية سلمية لا تديرها (حماس) ولا السلطة الفلسطينية". وأضاف "إذا رفضت (حماس) خطتك، سيدي الرئيس، أو إذا ادعت القبول بها ثم بذلت كل ما في وسعها لمواجهتها، فستنهي إسرائيل المهمة بنفسها. يمكن القيام بذلك في صورة سهلة، أو يمكن القيام به في صورة صعبة، ولكنه سيُنجز".
وتنص الخطة على عفو عن أعضاء "حماس" "الذين يتعهدون التعايش السلمي وتسليم أسلحتهم"، على أن "يتم توفير ممر آمن لأعضاء "حماس" الراغبين في مغادرة غزة إلى دول تريد استقبالهم.
وقال ترمب لنتنياهو إنه سيحصل على "دعمه الكامل" في حال رفضت "حماس" الخطة. ويتعرض نتنياهو لضغوط كبيرة من داخل بلاده وخارجها لوقف الحرب.
وقال بيني غانتس العضو في الكنيست الإسرائيلي في منشور على منصة "إكس" إن اقتراح ترمب لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في قطاع غزة فرصة لتحرير الرهائن المحتجزين هناك وحماية أمن إسرائيل.
ويتزعم غانتس المعارض حزب أزرق أبيض الذي يشغل ثمانية مقاعد من أصل 120 مقعداً في الكنيست.
وأيد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد مقترح ترمب أيضاً في منشور على منصة "إكس".
كان منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين حض الرئيس الأميركي على التمسك بالخطة التي اقترحها لإنهاء حرب غزة. وجاء في رسالة مفتوحة وجهها له "نطلب منكم بكل احترام أن تقفوا بحزم ضد أي محاولات لعرقلة الاتفاق الذي قدمتموه".
وبعد إعلان موافقة نتنياهو على الخطة، أصدر منتدى عائلات الرهائن بياناً اعتبر فيه خطة الرئيس الأميركي "تاريخية".
وقال "هذا اتفاق تاريخي سيسمح لشعبنا بالتعافي، وإنهاء الحرب، ورسم مستقبل جديد للشرق الأوسط"، مشيداً بموافقة نتنياهو على الخطة.
وأضاف البيان "على العالم أن يمارس أقصى درجات الضغط لضمان التزام (حماس) بهذه الفرصة التاريخية للسلام".
إلى ذلك رحبت السلطة الفلسطينية الإثنين بما اعتبرته "جهوداً صادقة وحثيثة " للرئيس الأميركي لوقف الحرب في قطاع غزة المدمر.
وقالت السلطة في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) "ترحب دولة فلسطين بجهود الرئيس دونالد ترمب الصادقة والحثيثة لإنهاء الحرب على غزة، وتؤكد ثقتها بقدرته على إيجاد طريق نحو السلام. كما تشدد على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في تحقيق السلام في المنطقة".
كما أصدرت 8 دول عربية وإسلامية، الاثنين، بياناً مشتركاً، رحبت فيه بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن مقترحه الذي يتضمن إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وإعادة إعمار القطاع، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وكذلك إعلانه بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية.
وصدر البيان عن وزراء خارجية كل من السعودية والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر ومصر، ورحبوا خلاله بـ"الدور القيادي للرئيس ترمب وجهوده الصادقة لإنهاء الحرب في غزة"، مؤكدين "ثقتهم بقدرته على إيجاد طريق للسلام".
وشدد الوزراء على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في ترسيخ السلام في المنطقة، مؤكدين "استعدادهم للتعاون بصورة إيجابية وبناءة مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لإتمام الاتفاق وضمان تنفيذه، بما يضمن السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة"، كما أكدوا التزامهم المشترك بالعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة من خلال اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع دون قيود، وعدم تهجير الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن، وإنشاء آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإعادة إعمار غزة.
إضافة إلى تكريس مسار للسلام العادل على أساس حل الدولتين، يتم بموجبه توحيد غزة بصورة كاملة مع الضفة الغربية في دولة فلسطينية وفقاً للقانون الدولي باعتبار ذلك مفتاحاً لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين.
بدوره، رحب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف باقتراح ترمب لإنهاء الحرب في غزة، وكتب على منصة "إكس" أن السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضروري للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في المنطقة.