استقبل المواطن القرارات الأخيرة بتثبيت سعر العملة (الريال) بسرور بالغ، وما صاحب تلك القرارات من قرارات أخرى ملزمة بتخفيض أسعار المواد الاستهلاكية وغيرها من السلع الأخرى بما يتناسب وسعر الصرف.
وقد شهدت مختلف مديريات محافظة عدن خلال الأيام الماضية نزولا ميدانيا لمراقبة بائعي الجملة والتجزئة، وتم الجلوس معهم والنظر في معاناتهم ومعاناة المواطنين من ارتفاع أسعار السلع. ففي الوقت الذي انخفض فيه سعر الصرف مازال البعض يتحايل على المواطن بأساليب أخرى وطرق ملتوية للاستفادة من بعض الفجوات التي تحدث في مثل هذه الظروف.
ونحن ندرك أن تطبيق هذا القرار الجريء لا بد من أنه سيواجه صعوبات جمة، وربما يواجه حملة شرسة ومعادية من بعض المستفيدين الذين عبثوا بقوت المواطن ومازال بعضهم يمتص دخل المواطن حتى اللحظة.
إلا أن التوجه الصائب للحكومة وقيادات الدولة بكافة أجهزتها التنفيذية بما تحمله من إيمان عميق وحب لوطنها وشعبها لن تثنيها عن تنفيذ استراتيجيتها الاقتصادية والاجتماعية، ولا يمكن أن تتراجع قيد أنملة عن تحقيق كامل أهدافها.
إننا اليوم أمام تحديات صعبة، وعلى كافة الجهات التشريعية والتنفيذية، وكل مواطن أن يكون سندا لقيادته وحكومته في تنفيذ قرارها دون تلكؤ أو مواربة.
وما من شك أننا سنجد هناك من ينظر لمصلحته الشخصية وربما سيتهاون في تنفيذ القرارات، وقد يتقاعس في تنفيذها أو يهادن، إنما هؤلاء النفر سيذوبون أمام جذوة التفاعل الشعبي الصارم في ذروة المسيرة الحالية، ولا يمكن أن يسمح هذا الشعب وقيادته بالتراجع عن هذا التوجه الصاعد وأن يختفي بريقه المضيء، وأن يعود إلى ظلمة الليل.
....................
أجمل ما قاله جبران خليل جبران:
أكثر ما أحبه في روحي مؤخراً، أني لم أعد أنتظر، لم يعد يدفعني شعوري للوقوف مطولاً أمام أبواب أُغلقت من تلقاء نفسها. وحسبنا الله في من آذانا، ومن ظلمنا ومن ذكرنا بالسوء، حسبنا الله وحده.