يأتي اليوم العالمي للشباب في ظل أوضاع استثنائية يعيشها شباب اليمن، الذين يشكلون النسبة الأكبر من سكان البلاد، لكنهم يواجهون تحديات هائلة تعيق طموحاتهم وتحد من قدراتهم. فالحروب والأزمات الاقتصادية وتدهور البنية التحتية وغياب الفرص الوظيفية جعلت كثيرًا منهم يكافحون من أجل لقمة العيش، بدلًا من أن ينطلقوا نحو الإبداع والابتكار.
إن معاناة الشباب اليمني لا تقتصر على الفقر والبطالة، بل تمتد إلى ضعف فرص التعليم والتدريب، وغياب البيئة الداعمة لاكتشاف طاقاتهم واستثمار مهاراتهم. ومع ذلك، يظل الأمل حاضرًا في قلوبهم، فهم يمتلكون العزيمة والقدرة على أن يكونوا العمود الفقري لنهضة اليمن إذا أُتيحت لهم الفرصة.
علينا العمل على استيعاب طاقات الشباب في عدة مجالات مفيدة وقيمة تعليميا ورياضيا وروحيا واعطائهم الأمل والفرص للابتعاد عن العادات السلبية التي تدمرهم والمنتشرة حالياً كتناول القات والسهر الطويل وعدم الاهتمام بمواصلة مشوارهم الدراسي، والتسرب من المدارس والجامعات، وعلى عاتق الدولة والمجتمع المدني استيعابهم من هذا الفراغ القاتل لكل المواهب التي تحتاج الى مساندة ودعم وتعاون.
إن تدريب وتأهيل الشباب اليمني لا يعد رفاهية، بل هو ضرورة وطنية عاجلة، تضمن استثمار هذه الطاقات في بناء مستقبل أفضل. فبالعلم والتدريب، يتحول الشباب من متفرجين على واقعهم الصعب إلى صانعين للتغيير، وقادة في ميادين التنمية.
ومن هنا، فإننا نوجه رسالة صادقة لأصحاب القرار في اليمن:
ادعموا الشباب في جميع المجالات، وفروا لهم فرص التعليم والتدريب، أنشئوا برامج تنمية مستدامة تفتح أمامهم آفاق العمل والإبداع، فالشباب ليسوا عبئًا على الوطن، بل هم ثروته الحقيقية ومفتاح ازدهاره.
فلنجعل من اليوم العالمي للشباب محطة لتجديد العهد بدعم هذه الفئة المهمة، وإعطائها حقها في أن تكون شريكًا حقيقيًا في صنع حاضر اليمن ومستقبله المشرق.