



غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
استشهد عشرات الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، اليوم الاثنين، فيما أصدر جيش الاحتلال إنذارا للإخلاء "الفوري" لمحافظة خان يونس جنوبي القطاع، وقال إنه يشن هجوما "غير مسبوق" في المنطقة.
ودعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى التوجه نحو منطقة المواصي غربا، ليوسّع بذلك عمليات التهجير في القطاع، الذي يخضع أكثر من 80% من مساحته لأوامر إخلاء منذ أكتوبر الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
وقال المتحدث العسكري لجيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، "إلى سكان محافظة خان يونس وبلدات بني سهيلا وعبسان والقرارة (شرق المحافظة)، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما غير مسبوق".
وأضاف "تعتبر منطقة محافظة خان يونس منطقة قتال خطيرة تم تحذيرها عدة مرات: أخلوا فورا غربا إلى منطقة المواصي". وأشار إلى أن أمر الإخلاء لا يشمل مستشفيي الأمل وناصر.
وأطلق الجيش الإسرائيلي في 18 مايو الجاري عملية عسكرية أسماها "عربات جدعون"، ضمن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023. وتتضمن الخطط الجديدة احتلال القطاع بالكامل، وفقا لما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.
واستُشهد أكثر من 50 فلسطينيا بينهم أطفال جراء القصف الإسرائيلي على غزة منذ فجر اليوم الاثنين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، ومنهم 36 في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين بحي الدرج، وسط مدينة غزة.
ووثقت مقاطع فيديو مشاهد مروعة تظهر فيها الطفلة وردة الشيخ خليل وهي تحاول النجاة من بين ألسنة اللهب عقب الغارة الإسرائيلية على المدرسة.
وحاصرت النيران الطفلة الصغيرة قبل أن تتمكن طواقم الخدمات الطبية بصعوبة بالغة من إنقاذها وهي على قيد الحياة.

وفقدت وردة والدتها و6 من إخوتها في المجزرة، بينما يرقد والدها في حالة حرجة داخل أحد مستشفيات المدينة.
وفي جباليا شمالي القطاع، أفادت مصادر طبية باستشهاد 19 فلسطينيا بعد أن استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباح اليوم منزلا مأهولا بالسكان في المنطقة.
وتمكن الأهالي وطواقم الإسعاف من انتشال جثامين الشهداء بصعوبة بالغة من تحت الأنقاض.
وأفادت الأنباء باستشهاد 4 فلسطينيين في قصف مسيّرة إسرائيلية منطقة الكرامة شمال غربي مدينة غزة.
وأطلقت الأمم المتحدة تحذيرا إنسانيا جديدا بشأن الوضع في غزة، تزامنا مع بدء خطة إسرائيلية أميركية للسيطرة على توزيع المساعدات في القطاع.
وقالت الأمم المتحدة إن "التدفق المحدود للإمدادات إلى قطاع غزة لن يوقف المجاعة"، مشيرة إلى أن القطاع بحاجة لدخول ما بين 500 و600 شاحنة يوميا لتوفير احتياجات السكان اليومية.
وأعلنت "مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة أنها ستبدأ نقل المساعدات إلى القطاع المحاصر اليوم الاثنين، وذلك بعد ساعات من استقالة رئيسها جيك وود.

وقال وود -وهو جندي سابق في المارينز- في بيان استقالته إنه لا يمكن تنفيذ خطة إدارة المساعدات في غزة مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الحياد والنزاهة والاستقلالية.
وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية.
في السياق نفسه، أعلنت منظمة الصحة العالمية نفاد أغلب مخزونات المعدات الطبية في غزة.
وكانت إسرائيل قد أغلقت جميع المعابر ومنعت دخول الغذاء والدواء إلى غزة في الثاني من مارس الماضي، ثم تنصلت كليا من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير الماضي واستأنفت الحرب.
من ناحية أخرى، أفرجت قوات الاحتلال عن 13 أسيرا فلسطينيا من قطاع غزة،.

ومنذ بدء حرب الإبادة، اعتقلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة وسط تكتم شديد وإخفاء قسري، وفقا لما رصده نادي الأسير الفلسطيني الذي لم يقف على عدد محدد لهؤلاء الأسرى.
ووسط تقارير عن تعذيب شديد وظروف احتجاز قاسية، استشهد 40 من أسرى غزة، من أصل 63 أسيرا فلسطينيا استشهدوا داخل سجون الاحتلال منذ بدء الحرب.