إعادة الحوثيين إلى حجمهم الطبيعي ضرورة تاريخية

14 أكتوبر /خاص:
أكد السفير الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي، القائم بأعمال رئيس التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجد)، أن ميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران التي ما زالت على مدى أكثر من عقد تُهرّب مختلف أنواع الأسلحة المتطورة إلى اليمن، تمثل تهديداً وجودياً يتطلب استجابة حاسمة. وأشار إلى أن آخر تلك الشحنات تم ضبطها مؤخراً من قِبل المقاومة التهامية في محافظة الحديدة، وكانت تحتوي على تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين ذات القدرات الفائقة حربيًا، ما يبرهن على استمرار تغلغل المشروع الإيراني في اليمن.
وأوضح السفير قباطي أن الأجندة الإيرانية في اليمن تتجاوز المصالح الوطنية، وتهدف إلى توظيف الحوثيين كأداة ابتزاز سياسي وعسكري لفرض نفوذ إقليمي، في تجاهل تام لمصلحة الشعب اليمني الذي لا يجني من هذا المشروع سوى المزيد من الدمار والمعاناة.
وفي حديث موسّع أدلى به لصحيفة 14 أكتوبر، وصف قباطي ميليشيا الحوثي بأنها “نبتة شيطانية”، لا تهدد اليمن وحده، بل تمثل خطراً داهماً على المنطقة برمتها، بما في ذلك شبه الجزيرة العربية وأمن الخليج العربي. وشدد على أن الوقوف في وجه هذا المشروع الطائفي التوسعي لم يعد خياراً بل ضرورة حتمية، تستوجب توحيد جهود كل القوى المؤمنة بالسلام، والعمل العاجل على كبح جماح الميليشيا وإعادتها إلى حجمها الطبيعي، مستغلين اللحظة الراهنة من الحرب التي تشكل منعطفاً حساساً وفرصة لا تتكرر.
وأشار الدكتور قباطي إلى أن الهجمات الإرهابية التي تنفذها ميليشيا الحوثي على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لا تؤثر على اليمن فحسب، بل تطال تداعياتها العالم بأسره، لاسيما أوروبا والولايات المتحدة، من خلال تفاقم أزمة سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف التجارة العالمية.
ودعا قباطي في معرض حديثه إلى اغتنام هذه الفرصة التاريخية لفصل اليمن عن المشروع الإيراني وميليشياته، التي أدخلت البلاد في نفق مظلم، وأعادت عجلة الحضارة إلى الوراء، وغرست مفاهيم التخلف والتعصب الطائفي البغيض.
وأعرب السفير عن بالغ أسفه لما تتعرض له صنعاء، عاصمة اليمن التاريخية، من قصف شبه يومي تنفذه الطائرات الحربية الأمريكية والإسرائيلية، والذي يسقط نتيجته مدنيون أبرياء، نتيجة تعنّت قيادة الميليشيا الحوثية التي تواصل غيّها، متمسكة بتنفيذ المشروع الإيراني المتمثل بولاية الفقيه، على حساب مقدرات الشعب اليمني وحياته.
كما أشاد القائم بأعمال رئيس التجمع المدني بترحيب الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة وفرنسا بتعيين الأستاذ سالم بن بريك رئيساً للوزراء اليمني، معتبراً ذلك مؤشراً على دعم المجتمع الدولي للحكومة اليمنية الشرعية، وتأكيداً على التزامه بدعم مساعي اليمن نحو السلام، والأمن وإعادة الإعمار والتنمية.
وأضاف السفير قباطي أن هذا التعيين يشكل خطوة مهمة تعكس توافقاً دولياً واضحاً بشأن ضرورة دعم مؤسسات الدولة اليمنية، بما يسهم في تحقيق الاستقرار على المستويين الوطني والإقليمي.
واختتم حديثه بالتشديد على أهمية استمرار الضغط الدولي على ميليشيا الحوثي الإرهابية لوقف أعمال العنف والابتزاز التي تهدد الأمن القومي اليمني والسلم الإقليمي والدولي.
نص الحديث في عدد لاحق ...