عدن/ رياض شرف:عقدت صباح أمس في قاعة الغدير بفندق ميركيور بمحافظة عدن حلقة حوارية شارك فيها نخبة من المثقفين ورجال الفكر والأدب والشخصيات الاجتماعية. وقد تحدث في بداية الحلقة الحوارية الأخ عبدالباري طاهر شارحاً طبيعةً هذه الندوة وما يكتسبه الحوار من أهمية لاستعادة الحقوق الضائعة. وتطرق إلى غياب الدولة واستمرار تصاعد معاناة الناس في الجنوب التي كانت دولة ذات سيادة وكيان سياسي مستقل ونظام وما آلت إليه اليوم. مستطرداً أن صنعاء ضعيفة بمحيطها وتواجه إشكالية حقيقية وهي دولة فاقدة السيطرة على نفسها ولم تكن بحاجة إلى حوار إنما إلى قرارات تنفذ لبناء هيبة الدولة. والمعالجة بقرارات صائبة تنقذ الدولة من الوضع الحالي الناتج عن هيمنة قوى سيطرت على كل شيء.كما أن الحوار شيء طيب يجب أن يمتد إلى معاناة الناس وتلمس همومهم وقضاياهم والنزول إلى فئات الشعب للاستماع إليهم.وتحدث خلال الندوة الحوارية الأخ عثمان باعباد حيث أوضح أن الحوار ظاهرة طيبة واليمن غني بإمكانياته إذا وجدت إدارة جيدة كما أن الحراك مثل ظاهرة حوارية ويمثل إضافة جيدة للناس.وطالب بترتيب أوضاع المبعدين المدنيين والعسكريين متسائلاً لماذا لا يتم تسوية وضعهم المعيشي بالدرجة الحالية وليس قبل إبعادهم في 94م مثلاً وإعادة النظر في هيكل المعاشات.. وتطرق إلى النظام المحاسبي في الجنوب قبل الوحدة حيث كان متقدماً على كثير من الدول.بعد ذلك تحدث مجموعة من المشاركين في الندوة الحوارية وأشاروا إلى جملة من القضايا والهموم التي يعاني منها المواطن في المحافظات الجنوبية عموماً ومحافظة عدن بشكل خاص حيث تطرقوا إلى انتشار المخدرات وضعف أجهزة الأمن في مكافحة هذه الظاهرة والحد من انتشارها بين أوساط الشباب وكذا مستوى التحصيل العلمي نتيجة الغش والغياب الحاصل مطالبين بإدخال مدخلات طيبة التي ستؤدي بدورها إلى مخرجات جيدة.. مع وجود المسرح والرياضة والموسيقى في المدرسة مما يخلق تهذيب النفس ودعوا وزير التربية للاهتمام بهذه النشاطات.وتطرق المتحاورون إلى أزمة الكهرباء (المفتعلة) التي صارت تؤرق الناس وتقلق راحتهم، وكذا انتشار ظاهرة القتل وفي وسط مجتمع مدني معروف بسلميته واحترامه للقانون.وأشار المشاركون إلى دور المرأة التي فقدت كثيراً من مكتسباتها مثل المواطنة المتساوية وحقوق المرأة مع القبول بنسبة 30 % في الواقع وليس مجرد ديكور. وكذا دور الجمعيات في انتشال وضع الشباب وخلق جيل جديد حيث أن الدعم المقدم للجمعيات في عدن ضئيل جداً وطالبوا بزيادة الدعم المقدم لها ليس ماديا فقط بل ومعنوياً خاصة من المنظمات الدولية التي توجد مقراتها في صنعاء وأيضا تحسين معيشة المواطن الذي يفتقد إلى أبسط حقوقه المعيشية ومنها الخدمات الصحية وحالات التسمم نتيجة تلف المواد الغذائية جراء انقطاعات الكهرباء المستمرة.واستعرض المشاركون الحالة الثقافية في عدن التي لا تسر أحداً رغم أن عدن كانت سباقة ومدرسة ثقافية، وكذلك حال الصحافة والمسرح حيث أصبحت الصحافة الوجه الضائع لثقافة مؤلمة. راجين أن يعود لمدينة عدن بريقها ولمعانها.وتحدث المشاركون عن الأمراض المنتشرة مثل مرض السرطان نتيجة دخول الأسمدة والمواد الكيماوية والملاريا والفشل الكلوي وانتشار القمامة وطفح المجاري مع عدم الرقابة على المواد الغذائية وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وكذا الأغذية الفاسدة والأدوية المنتهية الصلاحية والمخدرات التي استشريت بين أوساط الشباب.