كتب/ المحرر السياسي لا تزال قضية السفينة (جيهان 1) التي ضبطت في المياه الاقليمية والقادمة من إيران مثار اهتمام الدولة والحكومة والمجتمع في الجمهورية اليمنية باعتبارها قضية تهدد الأمن والسلم في اليمن والمنطقة وتلقي بظلال ثقيلة على عملية التسوية السياسية.وقد أكد الدكتور أبوبكر القربي أمس خلال لقائه سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصنعاء محمود علي حسن زاده، أن الحكومة اليمنية لن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية من أي طرف كان، أو أن تصبح أراضيها مكاناً للحروب بالوكالة، مطالباً الجانب الايراني اعطاء تفسير حول موضوع السفينة. من نافل القول ان اليمن يعاني كثيراً من عملية تهريب شحنات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي تلحق الضرر بالأمن القومي للجمهورية اليمنية ـ على نحو ما أوضحه د.علي حسن الأحمدي مدير جهاز الأمن القومي ـ وكلها شحنات لا يمكن تهريبها بواسطة التجار والمخربين، وانما وراءها جهات نظامية حيث احتوت هذه الشحنات على اسلحة مخصصة للتفجير والتصفية والقتل عن بعد، بالإضافة إلى صواريخ ارض جو.واستشعاراً بخطورة وصول هذه الاسلحة المدمرة إلى مياهنا الاقليمية تقدمت بلادنا بطلب رسمي إلى لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي للمساعدة في التحقيق بشأن شحنة الاسلحة المضبوطة في المياه الاقليمية اليمنية، وتضمنت الرسالة التي سلمت إلى السيد غازي فرنسيس كونيلان رئيس لجنة مجلس الأمن المنشأة بموجب القرار رقم 1737 بشأن فرض عقوبات على إيران، طلبا من الحكومة اليمنية للتحقيق بشأن شحنة الاسلحة التي تم ضبطها في المياه الاقليمية اليمنية والمشتبه بقدومها من إيران.لا ريب في أن الوضع اليمني الحالي يجابه العديد من التحديات المستمرة والموروثة والمعيقة لمرحلة التوافق الوطني التي نشأت على ضوء المبادرة الخليجية وشملها قرار مجلس الأمن بشأن التسوية السياسية واخرجت اليمن من عنق الزجاجة، وأتاحت لها فرصة واسعة للتوافق والشروع في احداث تغييرات جذرية في المنظومة السياسية للدولة ونظام الحكم من خلال حوار وطني شامل يجري الاستعداد والتحضير لتدشينه في مارس القادم.في ظل هذا الوضع الحرج يمكن القول أن الأرض اليمنية لا تحتمل مزيداً من الرجرجة السياسية والتفخيخ الأمني بل هي بحاجة إلى مساعدة الجميع ابتداء من القوى السياسية في الداخل ومروراً بمساعدة الاخوة الاشقاء في دول الخليج ومن ضمنها جمهورية إيران الإسلامية باعتبارها من دول الجوار التي ينبغي أن تمد لليمن يد العون والمساعدة بالإضافة إلى الدول الراعية للمبادرة الخليجية وكافة الدول المحبة للسلام والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة.ان اليمنيين وكما جاء على لسان اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي المشار إليه سابقاً تواقون للوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني المؤمل ان يرسي دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان وتراعي المواثيق الدولية وتحقق للشعب طموحاته وآماله، وهم لذلك بحاجة لشحنات من الاغذية وليس إلى شحنات من المواد المتفجرة.وهذه رسالة نوجهها لاخوتنا في إيران بأن خط العلاقات اليمنية الايرانية يجب ألا ينقطع وأن لا تتقطع خيوطه بسبب تجاذب صراعات دولية تنعكس سلباً على الساحة الوطنية. لأن اليمن ترفض أن تتحول إلى مجال للحروب والنزاعات بالوكالة عن الآخرين، وسوف تظل الجمهورية اليمنية على الدوام دولة داعمة للسلام والاستقرار وساعية إلى تحقيق المزيد من أواصر التعاون التي تجلب الخير لها وللآخرين وليست مستعدة لتحمل مشاق أية مجابهات عسكرية أو أمنية، ويكفي بلادنا ما تعانيه من التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وانصار الشريعة وغيرها من المنظمات الجهادية التي تعيث في الأرض فساداً وتقتيلاً باسم الدين، ولا نريد في ظل مساعي الوفاق الوطني ان يحدث ما يمزق الصفوف أو يعرقل مسيرة التعاون والسلام، انها رسالة نتمنى للاخوة في إيران الذين تربطنا بهم علاقة اخوة وتاريخ مشترك استيعابها والمساعدة مع الآخرين في تعزيز التوجه نحو السلم الداخلي وبناء يمن جديد حر ديمقراطي.
اليمن لن يكون مجالاً لحروب الآخرين
أخبار متعلقة
