صنعاء / سبأ :دعا رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة، كافة أبناء الشعب اليمني إلى التفاعل الايجابي مع العملية الانتخابية بصدق وإخلاص لإنجاحها، ومنح الأخ عبدربه منصور هادي مرشح التوافق الوطني أصواتهم وإعطائه الثقة والشرعية لتحمل مسئولية رئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية للعامين القادمين.جاء ذلك في كلمة له وجهها مساء أمس إلى جماهير الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة الانتخابات الرئاسية المبكرة .. وفيما يلي نص الكلمة :بسم الله الرحمن الرحيم ..والصلاة والسلام علي سيدنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم ..بناتي وأخواتي أبنائي وإخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..انطلاقا من حبي للوطن الغالي علينا جميعا ومن حرصي الشديد على وحدته وأمنه واستقلاله ونهضته ورخائه وازدهاره أتوجه إليكم بهذه الكلمة بمناسبة الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجرى يوم غد الثلاثاء الموافق الحادي والعشرين من شهر فبراير الجاري وبداية أتقدم إليكم فردا فردا أينما كنتم داخل الوطن وخارجه بأصدق تحايا الود والوفاء والمحبة والاحترام ولا أبالغ إذ قلت لكم بأنه يشق عليّ كثيرا ما عانيتموه وتعانونه وما تجشمتموه ولا زلتم تتجشمونه من المتاعب جراء الفقر المدقع والبطالة المتفشية ، وتردي الخدمات وعدم المساواة في المواطنة ، وضياع العدالة وغياب النظام والقانون ، بل ولا طالما حز في نفسي ما لحق بالسواد الأعظم منكم من مظالم وغبن وإقصاء وتهميش .كما اشعر بالحزن والأسى على من استشهدوا وجرحوا في سبيل التغيير ولا املك إلا أن ابتهل إلى الله العلي القدير أن ينزل الشهداء منازل الأبرار والصديقين وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل .بل ولطالما تساءلت مع نفسي إلى متى ستستمر هذه الأوضاع السيئة ومتى سيجد شعبنا طريقه إلى الإنعتاق من براثن هذه الأوضاع ، وفعلا بدأنا نشاهد هذا الطريق منذ اللحظة التي خرج فيها شبابنا بصدور عارية ينشدون التغيير، ومن اجله هانت عليهم التضحيات الجسيمة فيما تسلحت الجموع الشعبية بالإرادة الصلبة وسلكت دروب البطولة والصمود ، ولولا اجتراح هذه المآثر العظيمة ما تمت الموافقة علي المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة ، ولما تم القبول بهما والتوقيع عليهما ولما عدا ممكنا تحويل انتقال السلطة سلميا من شعار إلي حقيقة عملية يجري تجسيدها اليوم علي ارض الواقع بالانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجرى غداَ الثلاثاء القادم.وإنها تمثل الخطوة الرئيسية الأولى المدشنة لمرحلة جديدة في تاريخنا، سيسعى شعبنا خلالها إلي تحقيق أهدافه وتطلعاته المشروعة وبناء حياته الجديدة بما يليق بكفاحه وبتضحياته الغالية ، وان الانتخابات الرئاسية المبكرة تهدف إلي نقل السلطة سلميا لكنها تهدف أيضا إلى إيجاد الشرعية التي تتوفر تحت ظلالها إمكانية إدارة حوار وطني شامل تشارك فيه كافة القوى السياسية والاجتماعية علي قدم المساواة والتكافؤ للبحث في الاختيارات الرئيسية المستقبلية لبلادنا، واتخاذ القرارات المصيرية بشأن القضايا المختلفة المطروحة أمام شعبنا وبلادنا وفي مقدمتها القضية الجنوبية العادلة بامتياز وقضية صعدة وغيرها من القضايا التي يمكن التقدير والاحترام لوجهات النظر الأخرى المغايرة.وأكد بأن الطريق الذي أخذناه في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي الطريق الأضمن والأقل تكلفة وإيلاماً وبهذا الطريق قد حفظنا بلادنا من السقوط في هذه الحرب الأهلية وقمنا بصون الأرواح وحقن الدماء ، وها نحن نسير اليوم قدماً نحو تهيئة الظروف المثلى لإنجاز مهام التغيير المنشود الملبي لطموحات وتطلعات الشعب.ونحن اليوم نخطو الخطوة الأولى في إيجاد شرعية جديدة لعهد جديد لابد أن يشهد انطلاق القدرات الخلاقة لليمن جميعاً نساءً ورجالاً بعيداً عن كل أشكال الإقصاء والتهميش وضروب الإخضاع القسري وتوفير الشروط الضرورية لإقامة شراكة سياسية واجتماعية ووطنية واسعة لا يقتصر دورها على نقل السلطة سلميا عبر الانتخابات الرئاسية المبكرة فقط بل وفي إدارة المرحلة الانتقالية المقررة خلال العامين القادمين وإدارة الحوار الوطني الشامل المدعو لاتخاذ القرارات الحاسمة بشأن مصائر البلاد السياسية والوطنية والاقتصادية والاجتماعية وإعادة بناء الدولة على أسس المساواة في المواطنة ويصون الحقوق والحريات، ويفتح الطريق أمام إنجاز تنمية حقيقية متزامنة لكل المواطنين .إنني يا أعزائي .. ويا أحبائي .. عندما أحدثكم عن المستقبل الذي ينتظرنا لا أطلق الكلام على عواهنه كدرب من دروب التنجيم أو الرجم في الغيب ، ولكنني على يقين كامل بوجود إرادة وطنية صلبة تنشد الأمن والاستقرار، وأن القوى السياسية والاجتماعية والوطنية صار لديها خيار حاسم بشأن بناء اليمن الجديد الخالي من الفقر والقهر والظلم والتحرر من منابع التمييز الفئوي أو الجهوي أو المناطقي إلى بناء يمن يستظل بظلاله الحرية الوارفة بوجود إرادة دولية قوية داعمة ومساندة لطموحات وتطلعات شعبنا ، وفي اجتماع هاتين الإرادتين تتوفر فرصة مثلى أمام بلادنا لإنجاز تلك الطموحات والتطلعات وتحقيق أضمن وأفضل النتائج.لقد تابعت باهتمام كبير كافة المواقف التي صدرت بشأن الانتخابات الرئاسية المبكرة وإنني إذ أعبر عن التحايا الحارة لتلك القوى والإطراف التي أخذت موقفاً ايجابياً من الانتخابات وأعلنت عزمها على المشاركة فيها فإنني في الوقت نفسه أعبر عن تقديري لتلك الأطراف التي أعلنت مقاطعتها لهذه الانتخابات وأتفهم الأسباب التي دعتها لاتخاذ هذا الموقف غير إنني أدعو المقاطعين لأن يحترموا حق المشاركين في التعبير عن موقفهم وأن ينأوا بأنفسهم عن أية أفعال أو تصرفات ترمي إلى إعاقة الراغبين في الإدلاء بأصواتهم من ممارسة حقهم هذا .. كما أنني أوجه الجهات المسئولة في المحافظات والمديريات والدوائر بان تضطلع بواجباتها ، وأن تؤمن أجواء آمنة لسير العملية الانتخابية .وإنني إذ لا أشعر بحنق من المجمعين بمقاطعة الانتخابات وأحرص كل الحرص على احترام حقهم في المقاطعة إلا أنني أحب أن أوضح لأولئك الذين ربطوا مقاطعتهم بغياب التنافس في هذه الانتخابات . أن العملية التي نحن بصددها هي عملية استثنائية لا يمكن بأي حال من الأحوال تكرارها مرة أخرى ، لأننا ندرك يقينا بأن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التنافس الحر والنزيه والمتكافئ وتأمين هذه الشروط يعد من أهم المسائل التي ينبغي أن توفرها الفترة الانتقالية التي ستعقب إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة ونظرا للتعقيدات التي تمر بها بلادنا فإن القضية الرئيسية الماثلة أمامنا تتعلق بأجراء نقل سلمي وسلس للسلطة على أساس الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ، وهذا الأمر يتفق أيضا مع التزامنا بالقرارات الدولية الصادرة حول اليمن وفي تقديري أن الانتخابات الرئاسية المبكرة التي نحن بصدد خوضها تتوافق مع الظرف الاستثنائي الذي نمر به وتحقق المهمة الاستثنائية المطروحة والمتمثلة بانتقال السلطة رغما عن المسالك المسدودة التي كانت تحول دون تحقيق هذه المهمة .
باسندوة يدعو كافة أبناء الشعب إلى منح عبد ربه منصور الثقة
أخبار متعلقة
