نيويورك / متابعات : استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الأوروبي حول سورية خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية للتصويت على مشروع القرار.وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن كلا من لبنان والهند وجنوب افريقيا والبرازيل امتنعت عن التصويت على مشروع القرار.وقال المندوب الروسي فيتالي تشوركين في كلمته أمام المجلس إنه من الواضح أن نتيجة التصويت ليست قضية حول قبول الكلمات والصياغة بل هي اختلاف في الأساليب والنظرة السياسية.وأضاف أن (الوفد الروسي منذ البداية قام بجهود كبيرة للتوصل إلى رد فعل إيجابي من المجلس حول الأحداث التي تحصل في سورية وأول هذا الرد ظهر على شكل بيان رئاسي في الثالث من شهر أغسطس وبناء على ذلك الأسلوب نحن مع زملائنا الص ينيين حددنا مشروع قرار ووضعنا فيه مع تطور الأحداث بعض التغييرات وأخذنا بعين الاعتبار أفكار بعض زملائنا ونود أن نشكر الدول التي دعمت نصنا ذلك ومن المهم جدا أنه في النص الذي وضعته روسيا والصين كان هناك اشارة للسيادة الوطنية وعدم التدخل في سورية ومنها التدخل العسكري مع الدعوة إلى الابتعاد عن المصادمات وإلى حوار متعادل لاجل تحقيق السلام المدني والمصالحة الوطنية وتحقيق الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد) .وقال تشوركين: (هذا الرفض كان على أساس فلسفة مختلفة ونحن لا يمكن أن نتفق على مثل هذا النص وأنا أعتقد انه من غير المقبول التهديد بوضع انذار لتوجيه عقوبات ضد السلطات السورية وهذا الأسلوب هو ضد او يتعارض مع حل النزاعات على اساس الحوار ومطالبنا بعدم قبول التدخل العسكري لم تؤخذ بعين الاعتبار وإن هذه الصياغة الحالية أخافتنا بأن يحصل تطرف وبناء على بعض تصريحات السياسيين فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى نزاع وحرب واسعة في سورية ويؤدي إلى عدم استقرار في المنطقة وان ذلك سيكون له تأثيرات سيئة على الوضع في الشرق الأوسط ).وأضاف المندوب الروسي ( إن الوضع في سورية لا يمكن أن يدرس في المجلس بمعزل عن الخبرة والتجربة الليبية فالمجتمع الدولي يشعر بقلق شديد من التصريحات التي تأتي مع قرارات مجلس الامن حول ليبيا وتفسير الناتو للتدخل يدل على أنه سيعمل نفس الشيء إذا ما سمح له ) . مضيفا انه (من المهم جدا كيفية تطبيق القرارات وكيف أن قرارات مجلس الأمن تغيرت وحرفت عن طريقها وتحولت إلى حرب شاملة وإلى نتائج كارثية على الصعيد الانساني والاقتصادي والسياسي في ليبيا وان وضع حظر الطيران تحول إلى قصف للمنشآت النفطية ومحطات التلفزيون والمنشآت المدنية والحظر على الاسلحة تحول إلى حصار بحري من الجانب الغربي من ليبيا مع ذلك حصار إنساني واليوم لدينا مأساة في بنغازي تحولت وانتقلت القوات من بنغازي إلى سرت وإلى غيرها ) . ورأت بكين إن صدور قرار عن الأمم المتحدة لن يحسن الوضع في سوريا وأن بعض الدول قدمت مشروع قرار « للضغط بطريقة عمياء على سوريا وتهديدها حتى بعقوبات وهذا لن يساعد على تحسين الوضع في هذا البلد ».وقد أصدرت كل من بريطانيا وألمانيا والبرتغال وفرنسا بيانا أعربت فيه عن خيبة أملها البالغة بسبب إجهاض مشروع القرار رغم أنه مر بعملية مفاوضات مطولة تضمنت مشاركة روسيا والصين.وقالت سوزان رايس السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ان الولايات المتحدة مستاءة بشدة من إخفاق المجلس تماما في محاولة التعامل مع « تحد أخلاقي ملح وتهديد متنام للسلام الإقليمي » .يذكر أن الفيتو الروسي الصيني هو الثاني بعد لجوء العضوين الدائمين في مجلس الأمن إلى فيتو مماثل لتعطيل العقوبات الدولية التي فرضت على رئيس زيمبابوي روبرت موغابي في يوليو 2008.