أثمار هاشمعندما استخدمت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مصطلح الفوضى الخلاقة لوصف ما يجري في الشرق الأوسط، فان وقع ذلك المصطلح على المستمعين له كان غريباً وغير مفهوم وهو كيف يمكن للأمريكيين ان ينظروا للفوضى على انها شيء خلاق ينجم عنها ظواهر إيجابية، على أننا هنا لن نناقش وجهة النظر الأمريكية للفوضى بقدر ما يهمنا ان نحاول فهم وتفسير معنى الفوضى خاصة وانها أصبحت محيطة بنا من كل جانب . فالفوضى هي نقيض النظام لذا يمكن القول عنها إنها حالة من اللا نظام والعشوائية وخلط الأمور ببعضها لذلك فاننا في أحايين كثيرة نجد أنفسنا مضطرين لاستخدام كلمة فوضى لوصف موقف معين نشاهده أمامنا أو تعبيراً منا عن وضعٍ ما وجدنا أنفسنا فيه.وللفوضى مظاهر عديدة فهي قد تكون في بعض الدوائر التي يضطر المواطنون لمراجعتها لأجل إنهاء معاملتهم إلا أننا نجدهم يخرجون من تلك المرافق أو الدوائر خاليي الوفاض، صفر الأيادي لأن الموظفين المختصين عجزوا عن إيجاد المعاملة المطلوبة بين أكوام الورق المتكدسة على مكاتبهم أو لانهم لا يتذكرون في أي درج وضعت فيه تلك المعاملة ، وهكذا يقضي المواطن المسكين وقته بالتردد على تلك الدوائر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا كأن يأتي النشاط لاحد الموظفين ويبحث في الأوراق التي على مكتبه أو تنتعش ذاكرته فجأة ويتذكر اين وضع المعاملة.!!ومن مظاهر الفوضى كذلك تجاوز السائقين لكل ما هو معقول ومقبول في اساليب قيادة السيارات فنجدهم يقودون سياراتهم بسرعات جنونية كأنهم يقودون داخل حلبة للسباق ويدخلون في أماكن ممنوعة غير عابئين بأرواح الآخرين ، ومن مظاهر الفوضى أيضاً حالات التضارب والتعارض في الأفكار والرؤى لدى بعض الأشخاص وما ينجم عنه من تضارب في التوجهات فتصبح توجهات أولئك الأشخاص وولاءاتهم تتقاذفها الرياح من كل جانب فتارة تصبح يميناً وتارة أخرى يساراً.إن مظاهر الفوضى في حياتنا عديدة ويصعب حصرها فهي بالإضافة إلى ما سبق ذكره قد تكون في ارتفاع الأسعار، عدم احترام المواعيد وإلى آخره .. واما إذا ما حاولنا معرفة أسبابها فإن التنشئة الاسرية للفرد تلعب دوراً كبيراً في هذا . فعندما ينشأ الفرد في بيئة لا تقدس الوقت ولا تحترم المواعيد وتكون مبادئ تنشئتهم متضاربة في كل حين عندها سيكون هؤلاء الأفراد فوضويين ويصبح كل عمل يقومون به يتسم بالفوضى، كما ان المشاكل والهموم الأسرية للبعض قد تدفعهم لاتخاذ مواقف تتسم باللامبالاة والعشوائية فتعم الفوضى في كل مكان.وهكذا يبدوا لنا ان الفوضى في حياتنا هدامة ويستحيل ان تصبح في يوم من الأيام خلاقة.في صبيحة أحد الأيام كنت أحاول ان انجو بنفسي من زحمة المرور التي تحيط بي من كل جانب ولم أستطع ان اصف ما يحدث لي سوى أنه فوضى ، ساعتها تذكرت عنوان رواية لاحلام مستغانمي "فوضى الحواس" عندما انتصف نهار ذلك اليوم وجدت إنسانة عزيزة منهمكة بقراءة رواية "فوضى الحواس".
فوضى
أخبار متعلقة