غضون
- عصر أمس كنت وزميلي / عبدالحكيم عبيد مع آخرين كثر مدعوين لحضور لقاء عام نظمه «منتدى الوحدة اليمنية الثقافي والاجتماعي» في مقره في زنجبار وكان ضمن المتحدثين المحافظ / أحمد الميسري .. سمعنا منه كلاماً يبكي ويضحك .. يخيف ويطمئن .. تحدث كعادته بجرأة ووضوح وصراحة رجل يثق بنفسه ويفهم مجتمعه ولديه إرادة قوية للتغيير والإصلاح .. وهو إن لم تتغلب عليه مراكز القوى التي سماها مراكز هوى وغوى, سوف يحدث شيئاً ذا بالي في هذه المحافظة.- المبكي والمخيف في حديث الرجل هو إننا اكتشفنا من خلاله إن محافظة أبين تعيش أوضاعاً لا تسر صديقاً ولا عدو .. الفساد فاش .. والأداء في مجالات الخدمات والتنمية والإدارة والسياحة سيء .. الأحزاب والمنظمات غير الحكومية لا دور لها سوى الدور التدميري .. لصوص يقطعون أسلاك الكهرباء وينهبون أنابيب المياه جهاراً نهاراً وفي الشارع العام ومع ذلك لا يشهد عليهم شاهد ولا يتصدى لهم غيور .. وقال إن في أبين كوادر مؤهلة كثيرة وفيها أخصب الأراضي وأوسع الشواطئ وفيها أصحاب مال وفرص استثمار ومع ذلك هي من أفقر المحافظات, وغنية فقط بالسماسرة والفاسدين وبياعي المشاريع .. أما المضحك في الأمر فهو مشروع مياه في أحد المديريات طلبت له أموال وأنابيب مرة بعد مرة لدرجة أن الأنابيب لو ربطت ببعضها لامتدت من أبين إلى سلطنة عمان .. وهي بالطبع لم تمد لأن كل دفعة كانت تأتي يذهب بها الفاسدون إلى السوق.- بقي الشيء المطمئن وهو شجاعة الرجل وإعلان القوى السياسية والمنظمات والشخصيات العامة في المحافظة, التضامن معه والوقوف إلى جانبه .. كما أن من جوانب الاطمئنان إعلان الرجل أن واحدة من مهامه العمل على إقناع الناس في المحافظة أن لا يعملوا ضد أنفسهم .. فواحدة من أهم مصادر الشقاء في هذه المحافظة منبعها أهلها .. والرؤية التي قرر العمل وفقاً لها هي تقديم الأكفا ءة وتأخير البلداء, ولم الشمل وإنهاء الفرقة, وجعل حسن الأداء هي معيار البقاء في الوظيفة وليس البطاقة الحزبية .. لقد سر الجميع بما قاله الميسري .. وكنت أنا مشفقاً عليه لأني أعرف إن البيئة التي يعمل داخلها قاسية وفاسدة.