مدارات
قديماً قالوا باب النجار مخلوع.. أمر ينطبق على حال الصحفيين في بلادنا، الشريحة التي تشكل الرأي العام وتدلي بدلوها في الكثير من قضايا الشأن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.. ويفترض أن تكون شريحة الصحفيين بفئاتها المهنية والإبداعية من بين أبرز المنظمات المهنية مكانة، وأن تمثل واجهتها النقابية نموذجاً يحتذى به.. من حيث قدرة تلك النقابة على تمثيل الوسط الصحفي والدفاع عن حقوقه وقضاياه، ناهيك عن حضورها الفاعل في سن القوانين والتشريعات المتعلقة بتنظيم ضوابط العمل الصحفي ومقاييس الأداء التي ينبغي لها أن تكون نابعة من شعور حقيقي مسؤول يعي أهمية الكلمة ودورها في تشكيل الرأي العام . أما على الصعيد الداخلي أو ما يتعلق بالوضع الداخلي لمن يعملون في بلاط صاحبة الجلالة.. فينبغي أن تكون النقابة حاضرة وفاعلة في توفير الحد الأدنى من مقومات مهنة راقية كمهنة الصحافة.. مهنة تتوفر معها الحقوق الأساسية للصحفيين وحضور مثمر وفاعل في بعض الظروف الشخصية لأعضاء النقابة الا أن غياب هذا العامل بات بارزاً وتتم إثارته أو تناوله كلما استجدت الدورات الانتخابية التي تحمل عناوين عمل ومطالب عديدة تنتهي إثر كل مؤتمر انتخابي إلى الجمود والنسيان وتفرق الشمل، وغياب صلة تواصل النقابة الأم بالفروع.. حال ربما بدت معه معاناة الزملاء في المهن الحياتية.. شأن لا علاقة ولا دور للنقابة فيه حتى أن فكرة إنشاء صندوق خاص بمثل هذه الظروف يتم الاستقطاع له من رواتبنا الشخصية تعثر ولم تجد الفكرة طريقها للتنفيذ، في حين أن بمقدور النقابة من خلال صندوق كهذا نجدة الزملاء في محنهم.. خصوصاً المرضية التي تحتاج العلاج خارج الوطن. مايدعو فروع النقابات بالمحافظات والمرافق الإعلامية إلى التفكير الجدي بمثل هذا الصندوق الذي لو إنشئ سيساهم في التخفيف من معاناة الكثير من الزملاء والزميلات عبر مايمكن إن يقدم من مساهمة مالية في هذا الاتجاه الذي من اجله تنشأ مثل تلك الصناديق، أما على الصعيد الآخر.. فيمكن في صورة مباني الفروع البائسة الخالية من أي نشاط يومئ بتواجدها، وهو حال لايمكن تخيله في نقابة مهنية مثل نقابة الصحفيين التي من أبرز صور حضورها وتواجدها.. تبني فكرة الأنشطة والندوات والدراسات التي يمكن إن يكون للحضور الصحفي فيها تأثير وفائدة.ألا أن مايؤسف له أن الفروع تبدو خاوية على عروشها.. بائسة للغاية غير مرتبطة بالوسط الصحفي، ولا يأتي التذكير بمثل هذه الفروع الا في الدورة الانتخابية للنقابة التي هي الأخرى تبدو تجسيداً للاشيء ..ولا أمل في تبدل الحال طالما بقيت الأوضاع كما هي على هيئتها الراهنة.