تحقيق الوحدة لم يكن مكسباً وطنياً بقدر ما كان أيضاً إنجازاً استراتيجياً على أثره سلسلة من المكاسب والمنجزات التي قادته في مجملها وهيأت لإحداث ما نشهده اليوم في بلادنا من نمو وتطور وتحول إيجابي كبير في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.فقد كانت الوحدة بمثابة بذرة مباركة أثمرت ثماراً خيرة شكلت ظروفاً وعوامل مواتية ومساعدة على التحديث والتطوير في بلادنا كانت منعدمة في عهد التشطير أيام الصراع السياسي والتناحر على الكراسي.وأعني بتلك الثمار تحقيق الديمقرطية والتعددية السياسية واللحمة الاجتماعية وحرية التعبير والعمل وتحقق الاستقرار السياسي اشاعة الأمن والسلم والود والوئام الاجتماعي.ولولا توفر النوايا الحسنة في الحقيقة لدى زارع هذه البذرة وراعيها فخامة الأخ القائد المغوار الأخ الرئيس/ علي عبداللّه صالح رئيس الجمهورية صانع الوحدة واصطفاف الوطنيين المخلصين والشرفاء معه لما تحقق مستوى التطور والحداثة الملحوظ والملموس اليوم في بلدنا.هذاما يفترض ذكره وتذكره حينما يكون الحديث عن الوحدة وعند كل احتفال بحلول ذكرى تحقيقها أما اللجوء إلى ذكر وتذكر الأخطاء واكثار الكلام عن السلبيات وتعداد أوجه القصور والإختلالات فذاك أمر لايقود إلى خير أبداً بل على العكس أنه يدخلنا في متاهات نحن اليوم في غنى عنها ومن شأنه كذلك أن يصرفنا ويشغلنا عما يلزم علينا القيام به لبلوغ ما نصبو ونتطلع إليه من تقدم ونماء ورخاء.إن مافات مات.. وماهو آت وماينبغي أن يكون عليه ا لحال والوضع في بلدنا هو مايجدر بنا شغل تفكيرنا فيه وصب جل اهتمامنا وتركيزنا عليه.. لقد حان الوقت لتطهير القلوب من الأحقاد والضغائن والترفع عن الصغائر ونبذ الخلافات وغض الطرف عن التباينات.والمصلحة العامة المشتركة مصلحة الوطن والمجتمع والأمة تقتضي تشابك الأيادي وتضافر الجهود والامكانيات.والمرحلة تستلزم أن يكون هناك تحرك فعلي وإيجابي من قبل الجميع أفراداً ومؤسسات رسمية وشعبية كلاً من موقعه في مجاله لابتكار حلول ومعالجات لما هو حاصل وموجود من اشكاليات ومعوقات بما يتفق مع سياسة وتوجيهات القيادة السياسية والحكومة وينسجم مع القوانين والتشريعات النافذة ويساير المتغيرات الراهنة ويواكب المقتضيات المرحلية والمتطلبات المستقبلية.أن يمن اليوم غير يمن الأمس لقد نهض فعلاً أرضاً وإنساناً وصار في ظل الوحدة والديمقراطية وتحت قيادة زعيمه الهمام الأخ الرئيس/ علي عبداللّه صالح بلداً واعداً ومؤهلاً أكثر من ذي قبل للنهوض اقتصادياً واجتماعياً وللتحول في غضون سنوات قليلة إلى بلد تجاري وصناعي متميز.. إلا أن تحقيق ذالك في الواقع مرهون بحصول ترابط وتنسيق وتكامل بين حلقات منظومتنا الاقتصادية وأطراف وعناصر العملية الانمائية عندنا ومتوقف على وجود شراكة ومشاركة رسمية وشعبية فعلية فاعلة وعمل جماعي منظم بين كافة فئات مجتمعنا ومكوناته غرضه الأساسي النهوض بواقع الاستثمار وتنشيط بيئته و تفعيل عملية الترويج للفرص الاستثمارية والتجارية وتوسيع رقعتها ونطاقها واجتذاب المستثمرين ورؤوس الأموال.فالاستثمار في الوقت الراهن غدا هو المفتاح الأساسي والرئيسي للنمو والتقدم الاقتصادي الاجتماعي ومسؤولية تعزيز بيئته وتحسين مناخه باتت مسؤولية وطنية جماعية مشتركة ليست مناطة فقط بالقيادة السياسية والحكومة والقطاع الخاص بل أن الحاجة تحتم بالضرورة تعاون وتكامل كل من الحكومة ممثلة بأجهزته ومؤسساتها المختلفة والقطاع الخاص وقطاع الإعلام والبحث العلمي وقطاع الثقافة والفن والابداع مع بعضهم البعض ليشكلوا أعمدة وركائز حقيقية ثابتة للاستثمار في بلادنا فبمقدور كل طرف منها ان يلعب دوراً حيوياً لايستهان به ولايجوز الاستغناء عنه لصالح حركة الاستثمار والتنمية.الذكرى "16" لتحقيق وحدتنا المباركة والخالدة إن شاء اللّه تعالى مناسبة لتقييم سياساتهم وتوجهاتهم وتقييم حساباتهم واهتماماتهم وإعادة النظر في جدولة وترتيب أولوياتهم وأهدافهم ومحطة انطلاق لمرحلة جديدة من العمل الجماعي التكاملي المنظم على طريق تحقيق النمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي الشامل، ويحدونا الأمل أن تشد قيادتنا السياسية الحكيمة وحكومتنا الرشيدة إزر كل من يسعى في طريق تبني استراتيجية تهدف الى تغير المفاهيم والمعتقدات المغلوطة السائدة في مجتمعنا وتحقيق التآلف والتفاهم بين كل فئات وقوى المجتمع وتحديد الأدوار وتنسيق العمل والجهود وحشد الطاقات والامكانيات لبناء اليمن الجديد وتحديثه.
إلى الجميع .. في العيد الوطني الـ "16"
أخبار متعلقة