عشرات القتلى والجرحى بغارات جوية متواصلة على القطاع

غزة / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات:
أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 22 شخصاً على الأقل في غارات إسرائيلية استهدفت، فجر اليوم الإثنين، مناطق في القطاع الفلسطيني حيث أعلنت تل أبيب توسيع هجماتها الجوية والبرية.
وسجلت الحصيلة الأعلى في خان يونس بجنوب القطاع حيث أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لمقتل 12 شخصاً، بينهم خمسة قضوا في "استهداف منزل لعائلة أبو الروس في مدينة حمد" السكنية بغرب المدينة.
وسقط خمسة قتلى وثلاثة مصابين في استهداف طال تجمعاً قرب سوق الفالوجا غرب مخيم جباليا في شمال القطاع، بحسب بصل الذي أكد نقل القتلى والمصابين إلى مستشفى كمال عدوان.
الى ذلك، قتل ثلاثة من عائلة واحدة "في قصف من الطيران الحربي" على خيمة للنازحين في مخيم النصيرات (وسط)، بينما سقط شخصان على إثر "استهداف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين" في منطقة اليرموك بمدينة غزة (شمال). كما تحدث بصل عن بلاغات بشأن عدد من القتلى سقطوا برصاص إسرائيلي في ساحة مستشفى "الإندونيسي" في شمال غزة، مؤكداً تعذر الوصول إليهم بسبب "استمرار حصار القوات الإسرائيلية للمستشفى وإطلاق النار عليه".
في هذا الوقت، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، أن إسرائيل سوف "تسيطر على كامل مساحة" غزة، مع توسيع قواتها غاراتها الجوية وعملياتها البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال نتنياهو في شريط مصور عبر قناته على "تيليغرام" "القتال شديد ونحن نحقق تقدماً. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع"، مضيفاً "لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له".
وتابع نتنياهو أن على إسرائيل تفادي حدوث مجاعة في غزة "لأسباب دبلوماسية"، وذلك غداة إعلانه السماح بدخول "كمية أساسية" من الغذاء إلى القطاع، بعد منع إدخال أي مساعدات منذ مارس .وأضاف "يجب ألا نسمح للسكان (في غزة) بالانزلاق نحو المجاعة، وذلك لأسباب عملية ودبلوماسية على السواء"، مشيراً إلى أن حتى الداعمين لإسرائيل لن يكونوا متسامحين مع "مشاهد المجاعة الجماعية".

وكان مكتب نتنياهو أعلن، في بيان، أن إسرائيل ستسمح بدخول "كمية أساسية" من الأغذية إلى غزة، بعد أكثر من شهرين على منعها إدخال أي مساعدات إلى القطاع.
وجاء في بيان للمكتب أنه "بناء على توصية الجيش ونظراً إلى الحاجة العملياتية للسماح بتكثيف الحملة العسكرية لإلحاق الهزيمة بـ(حماس)، ستسمح إسرائيل بدخول كمية أساسية من الغذاء للسكان لضمان عدم حدوث أزمة جوع في قطاع غزة"، ولفت البيان إلى أن إسرائيل "ستعمل على منع استيلاء (حماس) على هذه المساعدات الإنسانية".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أمس، بدء "عملية برية واسعة" في القطاع، غداة تأكيده تكثيف الضربات الجوية على القطاع الفلسطيني المحاصر حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 50 شخصاً في الغارات.
وأتى الإعلان بعد ساعات من إبداء نتنياهو انفتاحه على اتفاق "ينهي القتال" في القطاع، بشرط إقصاء "حماس" وجعل غزة منزوعة السلاح.
وأفاد الجيش في بيان أن قواته "بدأت... عملية برية واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة ضمن افتتاح عملية عربات جدعون"، وهو الاسم الذي أطلقه على الهجوم الأخير في القطاع.
ورأى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان أمس الأحد، أنه "في هذه اللحظة، يعمل فريق التفاوض في الدوحة لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقاً لخطة (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال". وشدد على أن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن الرهائن وإقصاء الحركة من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
وكان المسؤول في حركة "حماس" طاهر النونو أفاد وكالة "الصحافة الفرنسية" ببدء مفاوضات غير مباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة "ستكون مفتوحة حول كل القضايا من دون أي تحفظ أو شروط مسبقة".
وأكد مصدر مطلع في الحركة، مساء الأحد، أن "(حماس) أبدت استعدادها لإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة والفصائل (في غزة)، دفعة واحدة بشرط أن يتم التوصل لاتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار وهو ما يرفضه الاحتلال حتى الآن". وتابع أن إسرائيل تريد إطلاق سراح الرهائن دفعة واحدة أو على دفعتين مقابل هدنة موقتة من ستة إلى ثمانية أسابيع، مؤكداً أن هذا غير مقبول بالنسبة لـ"حماس" والفصائل الأخرى.

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، أمس الأحد، إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات إلى غزة على نحو "فوري وواسع النطاق ومن دون عوائق".
وجاء في منشور لبارو على منصة "إكس" "بعد جهود دبلوماسية استمرت ثلاثة أشهر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، أخيراً، إعادة فتح المجال أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وشدد الوزير على وجوب أن يكون ذلك "فورياً وواسع النطاق ومن دون عوائق".
تظاهر عشرات آلاف الأشخاص، أمس الأحد، في لاهاي احتجاجاً على سياسة الحكومة الهولندية إزاء إسرائيل والحرب في غزة، في أكبر تجمع في البلد منذ 20 عاماً، بحسب القيمين على هذه المبادرة.
وارتدى المتظاهرون الأحمر لرسم خط رمزي بهذا اللون وحض الحكومة على اتخاذ تدابير ضد إسرائيل التي ترتكب في نظرهم "إبادة جماعية" في غزة.
وقدر القيمون على هذه المبادرة عدد المشاركين فيها بأكثر من 100 ألف، معتبرين أنها أهم تظاهرة تشهدها هولندا منذ 20 عاماً. ولم تقدم الشرطة بعد تقديراتها لعدد المتظاهرين.
وقال الشاب ريك تيمرمانز (25 سنة) "أتظاهر احتجاجاً على الإبادة الجماعية في غزة وتواطؤ هولندا فيها". وأضاف "لا تزال هولندا تزود (إسرائيل) بقطع لطائرات أف-35، وترفض بشدة التنديد بأفعال إسرائيل، وذلك منذ أشهر وأشهر وأشهر".
وجرت التظاهرة في أجواء سلمية جامعة أشخاصاً من أعمار مختلفة ارتدوا الأحمر ورفعوا لافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية".

وقالت المدرسة يولاندا نيو (59 سنة)، "أشعر بعجز كبير لأننا نشهد على ظلم كبير، ولا يسعنا فعل شيء، ما عدا رفع الصوت". وأردفت، "أخجل أحياناً من الحكومة لأنها لا تريد وضع حدود. لكنني عندما أرى هذا (أي التظاهرة)، أفتخر مجدداً ببلدي".
وعلى رغم من المناشدات الدولية، كثفت إسرائيل قصفها للقطاع بهدف التوصل إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين فيه والقضاء على حركة "حماس".