بغداد/14 أكتوبر/رويترز:قال مسئولون أمنيون إن تسعة قتلوا عندما هاجم انتحاري يتخذ هيئة راع مجموعة من رجال الشرطة شمالي بغداد أمس الثلاثاء في حين قتل ستة مدنيين على الأقل بعدما أطلق عليهم جنود أمريكيون النار في حوادث منفصلة. وقال رجال شرطة في مقر الشرطة بمحافظة ديالى والواقع في بعقوبة على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال من بغداد إنهم أخذوا على حين غرة عندما ساق الانتحاري عددا من الأغنام باتجاه نقطة تفتيش قبل أن يفجر حزاما ناسفا كان يرتديه. وقال الملازم علي جاسم الضابط بشرطة ديالى إنه لم يكن هناك ما يثير الشك لأن المنطقة مفتوحة وزراعية ومن الطبيعي أن يتحرك فيها الرعاة.، وأضاف أن أربعة من الشرطة واثنين من المدنيين قتلوا في الانفجار. وقتلت ثلاث نساء لدى إطلاق النار بصورة عشوائية خلال الفوضى التي أعقبت الانفجار. ويصنف القادة الأمريكيون محافظة ديالى التي يسكنها مزيج عرقي وديني على أنها واحدة من أخطر المناطق بالعراق بعد أن اضطر مقاتلو القاعدة لترك معقلهم السابق في محافظة الأنبار الغربية إلى مناطق أخرى. وتراجعت وتيرة الهجمات في مختلف أنحاء العراق بنسبة 55 في المائة منذ نشر 30 ألف جندي إضافي في منتصف يونيو في إطار حملة أمنية تستهدف تجنب نشوب حرب أهلية بين الغالبية الشيعية والأقلية السنية. كما يعزى بالفضل في تراجع عدد القتلى بين المدنيين العراقيين والعسكريين الأمريكيين خلال الشهرين الماضيين لوحدات مجالس الصحوة التي نظمها بالأساس زعماء عشائريون من العرب السنة استنادا لنموذج مجلس صحوة الأنبار الذي تأسس العام الماضي. ومع انحسار العنف بدأت القوات الأمريكية انسحابا تدريجيا سيؤدي لمغادرة نحو 20 ألف جندي للبلاد بحلول يوليو 2008 . وستتراجع مستويات القوات الإجمالية بالعراق بنحو 5000 فرد عندما ينسحب لواء من ديالى الشهر القادم وإن كان آخرون من القوة العسكرية الحالية التي تضم نحو 162 ألف جندي أمريكي في العراق سينتقلون إلى المحافظة. ورغم سحب عدد من الجنود وانحسار العنف يقول القادة الأمريكيون إن عدد الهجمات مازال كبيرا وإن مقاتلي القاعدة والميليشيات الشيعية سيسلكون سبلا جديدة لمهاجمة أهداف عسكرية ومدنية. وكثيرا ما ثار العراقيون بسبب ما يصفونه بإفراط القوات الأمريكية في اللجوء للقوة منذ الغزو عام 2003 وخاصة في الضربات الجوية ومن جانب الجنود الذين يتحركون في قوافل من عربات الهمفي. وأمس الثلاثاء قال الجيش الأمريكي إن مدنيين قتلا وأصيب أربعة عندما فتح جنود أمريكيون النار على حافلة صغيرة بعدما تجاهل قائدها الأوامر بالتوقف عند نقطة تفتيش في بغداد وبعد إطلاق عيار تحذيري. وذكر مصدر بالشرطة أن الحافلة كانت تقل موظفين بوزارة المالية وكانت تتحرك في حي الشعب بشمال بغداد. وقال مصدر آخر بالشرطة إن عدد القتلى أربعة منهم ثلاث نساء. وذكر شهود أنهم رأوا جثة واحدة على الأقل مسجاة بالشارع. وقال الجيش الأمريكي إن جنوده فتحوا النار أيضا على سيارة اقتربت من نقطة تفتيش بسرعة كبيرة في بيجي الواقعة على بعد 180 كيلومترا شمالي بغداد الإثنين مما أسفر عن مقتل مدنيين كانا بداخلها. وتوفي لاحقا طفل كان في السيارة متأثرا بجروحه رغم تلقيه الإسعافات اللازمة. وقال متحدث باسم الجيش "إن القوة المتعددة الجنسيات بالعراق تأسف بشدة لإصابة أو مقتل أي مدني عراقي ونقدم تعازينا لأسر الضحايا." ووقع إطلاق الرصاص بعد مقتل اثنين يشتبه أنهما من المقاتلين في مداهمات استهدفت مسلحي القاعدة حول بيجي. وفي الرمادي إلى الغرب من بغداد قال الجيش إن جنوده أطلقوا النار أيضا على مدني كان يقود سيارة يوم الأحد فأردوه قتيلا لعدم توقفه عند نقطة تفتيش. وأعلن مسئولون أمريكيون وعراقيون الإثنين إن محادثات رسمية ستبدأ بين واشنطن وبغداد العام القادم بشأن مستقبل العلاقة بين البلدين بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة للقوة المتعددة الجنسيات بالعراق.