غضون
* أحزاب اللقاء المشترك تطرقت الخميس الماضي ولأول مرة إلى ذكر ما يسمى بهيئة الفضيلة أو هيئة الأذية التي يعتزم مجموعة من رجال الدين تأسيسها لتكون بمثابة شرطة دينية، وفهمت أن هذه الأحزاب - في البيان الذي أصدرته الخميس الماضي - غير مرحبة بإنشاء مثل هذه الشرطة، لكن روح حزب الإصلاح كانت مكتنزة في تلك الفقرة من البيان، فقد اعتبر أن التحرك لإنشاء الهيئة مرده إلى تقصير في دور هيئات الدولة المنوط بها حماية الفضيلة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وبالتالي قد يغدو الاعتراف بهيئة الأذية أمراً محتملاً من قبل حزب الإصلاح الذي يقول إن مسألة الفضيلة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور التي يجب أن تشتغل بها الأحزاب السياسية.* أحد ثاني رجال الدين العاملين لإنشاء هيئة الأذية لم يعجبه ما جاء في بيان تلك الأحزاب وأعلن أنه سيعمل على تنوير بصيرتها وإقناعها بأن الهيئة المزمع إنشاؤها لا علاقة لها بالسلطة، وسيكون هذا كافياً للحصول على الدعم والتأييد بحكم أن المعارضة عندنا تؤيد أي تجمع حتى لو كان مجموعة من الشياطين والخارجين عن القانون ما دام خصماً للسلطة أو الدولة.. وبالمناسبة هذا الرجل كان ثاني رجل من الرجال الذين تولوا كبر الفاحشة المعروفة وهي تكفير الدكتور العودي، وهي أول حالة تكفير لمواطن يمني عبر التاريخ الإسلامي!* مع ذلك.. سأحسن الظن بأحزاب المشترك، وسأسجل هنا أن لدى الزميل الحبيشي واضرابه، من الذين تجرأوا على مقارعة المحاولة الشريرة، نصيراً جديداً هو أحزاب المشترك، وتبقى أن ينظم إلى هذا التحالف آخرون دورهم مهم في التصدي للرذيلة وإخماد الفتنة..* لكل إنسان - عدا رجال الدين الفارغين أو العاطلين عن العمل - مصلحة في إخماد الفتنة قبل أن تشتعل.. فالمتضرر من هذه الهيئة ليس السكران والزاني المتخفين ولا المجرم، بل المتضرر الحقيقي هو المواطن الذي يذهب هو وعائلته إلى السوق معاً أو الزوجان الموجودان معاً في سيارة أو ساحل أو طريق.. والكاتب والصحفي والمغني والممثل والمذيع وباعة الصحف والكتب والموز وحلاقو الرأس والذقون وأصحاب دور السينما.. وغيرهم.. وغيرهم.. إذ أن هذه الهيئة - مهما كانت نعوتها - ستكون من الناحية العملية أداة قمع للحريات الشخصية والفكرية والعامة وطامة كبرى ستلحق بالسلم الأهلي وكرامة الرجال والنساء.