د. زينب حزام :إن مسألة الإبداع في الفن التشكيلي اليمني، بوصفه فناً بصرياً، حتمت على المرأة اليمنية المبدعة في هذا المجال الفني الرائع إستيفاء عدة شروط ضرورية ومنها: حرية الروح، ثقافة العين، مرونة اليد.يشهد تاريخ الفن التشكيلي اليمني بأن تشكل صورة المرأة في الفن بدأ مع تشكل أول صورة رسمها الانسان على جدار كهف أو نحتها في صخر أوقدها من حجر أو خشب أو عاج، فقد نحتها المبدع اليمني في صخور الصهاريج في كريتر عدن وفي كهوف جزيرة سقطرى، وقد تشكلت صورة المرأة الفنية مع تشكل الحضارات الفنية البدائية. ومرت صورة المرأة الفنية البدائية من حيز المعبود والصنم وآلهة الجمال والخير في مملكة سبأ في مأرب بمراحل انتقالية متعددة، أسهمت في تطورها المراحل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي مرت بها البشرية، وقد زينت صورة المرأة جدران الكهوف والمعابد والقصور بشتى وظائفها: وظيفة الأنثى في الحكم والسلطة وصورة المرأة العاملة وصورة البيئة التي تحيط بها، وقد كرس تاريخ الحضارات الفنية العالمية صورة للمرأة تحمل في ذاتها التنوع والتناقض، والتكامل والامتثال المطلق للإلهام والإبداع لدى كل الفنانين، وكانت صورة المرأة تتبلور وتتبدل وفق العصور الفنية التي تتعاقب على الشرق والغرب. وتتمظهر تبعاً لقوالبها الجمالية وموضوعاتها وأساليبها.[c1]إلهام العرشي..فنانة تشكيلية في قمة النضج الإبداعي[/c]
وجه ريادي وعلم من أعلام الفن التشكيلي اليمني، إنها فنانة تشكيلية مبدعة، جمعت بين العقل والعاطفة والانفعال، وبين الثقافة التشكيلية وحب الفن التشكيلي، ولديها قدرة على التقاط نبض العصر وحركة الطبيعة والإنسان، حركة الكائنات والأشياء والزمن، يد مطواعة، تنتج بتلقائية محتكمة إلى الوعي والمعرفة، وخيال يرتقي بالواقع نحو الأسطورة والخلود نسحب ألوانها من أرض اليمن وطبيعتها الخلابة وزرقة مياه بحارها ونوارسها البيضاء ومدرجاتها الخضراء، بأشجار البن والفواكه والخضروات اكتشفت من ألوان الطبيعة الضوء وحيويته فساعدها ذلك على خوض مختلف المدارس والاتجاهات الفنية للتعبير عن هواجسها. واكتشاف شخصيتها المتميزة ولغتها، ومفرداتها التشكيلية. لم تكن تشكو الفراغ، البياض ، بل كانت أناملها الرشيقة بعفويتها تملؤها خفة وشفافية وقدرة على الخلق والتكوين والتأليف بالخطوط والألوان معاً. تأثرت بالسريالية والتعبير عند الألمان وفان جوخ وغوغان والوحوشيين واستهوتها الهندسة والمنمنمات الإسلامية وأخلصت للفن التشكيلي اليمني.الفنانة التشكيلية إلهام العرشي من مواليد عدن وتحصلت على دراستها الاكاديمية في الفن التشكيلي في موسكو وتعمل محاضرة في معهد الفنون الجميلة بعدن. ولعل لوحة «أطفال الحجارة» ولوحة «بائعة الخبز» ولوحة «شبام» ولوحة «نوارس صيرة» من أهم لوحاتها الفنية، من حيث بناء الحدث، والعجينة اللونية.. إن الفنانة التشكيلية إلهام العرشي غنية بشتىالموضوعات التي طرقتها.وهي تجربة تدل على عظمة الفنانة التي خاضت غمار كل التيارات الفنية الحديثة في عصرها ومجمل الأنواع الفنية كالبورتريه والمنظر الطبيعي وصور الحياة والبيئة وقد أتقنت مبدأ التوليف بين التراث والتقاليد الفنية الشرقية والحداثة وروح العصر واهتمت بمسائل الشكل: الضوء واللون والتأليف والبناء وقد اتسمت بعقل متفتح وعين نفاذة إلى جوهر الأشياء، وكانت تتجدد مع كل عقد من الزمن، دائمة الابتكار،متوجهة الرؤية، فمن الضروري تكريمها كونها من ابرز الفنانات التشكيليات اليمنيات.[c1]الفنان التشكيلي اليمني ناصر مرحب[/c]
بمتابعة تجربة الفنان التشكيلي اليمني ناصر مرحب نلحظ انحيازه إلى التيار التجريدي دون مختلف الاتجاهات الفنية التي غلبت على حركة الفن التشكيلي اليمني عموماً، ومعروف أن التجريد تيار فني عالمي، ويعتبر مرحلة متقدمة في تاريخ الفن ومسار التطور الفني في العصور الحديثة وهو يلي «التكعيبة» الحركة الأكثر حسماً وجذرية ، وعاصر التجريد في مراحله الأولى مع بداية القرن العشرين وتكرس بعد الحرب العالمية الثانية وبلغ قمة ازدهاره في أوروبا مع السنوات الأولى من خمسينات القرن الماضي.والفنان التشكيلي اليمني ناصر مرحب من مواليد محافظة المحويت، شارك في عدة معارض داخلية وهو مؤسس ومدير بيت الفن بمحافظة المحويت، شارك في المعرض التشكيلي للفنانين الشباب المسابقة العامة - الدورة الثانية 2009م.لوحة «حاملات الحطب» للفنان قد سيطر عليها اللون البني الفاتح، واللون البني الداكن» وكان اللون أكثر مظاهر التطوير في أعماله أهمية وتجلى بشكل رائع في معرضه الأخير المقام في بيت الفن بصنعاء، وينتقل من الألوان الساخنة «الأحمر والبرتقالي والبني..» إلى الألوان الباردة «الأزرق والأخضر ..» ويعطي مساحته وأشكاله حركة نمو الداخل، وأوجد إيهاما بالمساحة الفضاء بتحكمه في قوة اللون كما انسجمت درجاته اللونية وكان عامل إحساس بالحركة. ً.لقد سجلت لوحة الفنان التشكيلي اليمني ناصر مرحب «حاملات الحطب» تجربة فنان في قمة النضوج الفني.[c1]الفنان التشكيلي اليمني محمد عبدالرب المقطري[/c]يجد المشاهد للوحات الفنية لهذا الفنان شيئاً إنسانياً خاصاً .. بسيطاً ورائعاً جامعاً بين فرح التعبير في بكارته التلقائية وهندسة البناء العقلي الحذر للأشكال في صياغتها المتعددة، جمعاً لا نستطيع أن نتبين فيه أين يبدأ القصد وما هي حدود المصادفة؟.يبدو الفنان محمد عبدالرب المقطري بعدم لجوئه إلى عبث الشخبطة بحجة التجريد والحداثة، وعدم انسجامه في قوالب سلفية مؤطرة انتهى منها واعياً بما يفعل وما يقول، وما هي حدود كل من الحذر الواعي، والمغامرة المستكشفة حيث بدت أعماله في عمومها متحولة بشكل مستمر من تعقيدات معالجة السطح التطويري وانسجانه باللمسات المتداخلة والمتراكمة والمحددة في قسوة علاقة التناقض بين الظل والضوء، نحو التبسيط البليغ لملامح الأشكال وفانتازيا اللون ونثر الزخارف الفرحة على السطوح تحولا ليس طفريا، بقدر ما هو إنماء واع بلغة الشكل الخالصة بعيداً عن مباشرة التعبير والانسجان في أسر الموضوع.[c1]والفنان محمد عبدالرب المقطري من مواليد محافظة لحج[/c] مديرية المقاطرة 1960م خريج ثانوية عامة شارك في عدة معارض محلية وأهم لوحاته الفنية لوحة «اليمن» وهناك عدة لوحات فنية نالت إعجاب جمهور الفن التشكيلي، ويجد المشاهد للوحات الفنان التشكيلي محمد عبدالرب المقطري موضوعات فنية متنوعة بدءاً بزهرة بسيطة في إناء وحتى الناس والخيول والأسماك والنخيل كرموز تبنى عليها تراكيب معقدة حسية .عليه فقط أثناء العمل الفني أن يظل النبض الإنساني حاضراً بقوة سواء جاءت النتائج ذات ملامح هندسية ساكنة مجردة أو عضوية هادرة أي انه وببساطة شديدة قد فهم وبوعي أن الفن لغة إنسانية بسيطة وبليغة معاً تخاطب العقل والوجدان.