صباح الخير
زيارة المريض عادة جميلة ونوع من أنواع الدعم المعنوي لمواجهة المرض، وأجمل منه مساعدة المرضى على الخروج من معاناة المرض المادية والمعنوية، لا سيما لو كان هذا المرض.. مرضا سرطانيا..فالمصابون بالسرطان تعتريهم صدمة كبيرة وخوف وارتباك ومشاعر مختلفة كالشعور بالاكتئاب والحزن الشديد وفقدان الأمل في الحياة، لأن علاجات السرطان تعرف بأنها برامج ذات كلفة عالية..وأمراض السرطان من الأمراض الخطيرة والمنتشرة في كل العالم، وهو مرض معروف منذ القدم إلا أن العالم مايكل بيشوب اكتشف في عام 1989م المورثات المسببة للسرطان ونال في ضوء هذا الاكتشاف جائزة نوبل للطب.ومرض السرطان يصيب كل أجزاء الجسم البشري. وأخطر الأمراض السرطانية في اليمن سرطانات الجهاز الهضمي، كسرطان الكبد، والمعدة، والبلعوم، ثم يأتي سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الثدي وأخيراً سرطان الرأس والعنق. وتوجد في اليمن أيضاً حالات من سرطان الرئة والأمعاء الغليظة والقولون والبروستاتا والفم وعنق الرحم والمستقيم وسرطان الجلد..وتكمن خطورة مرض السرطان في أنه لا يقتصر على فئة معينة دون أخرى. فهو يصيب الكبار والصغار والرجال والنساء، والفقراء والأغنياء، وهو مرض سريع الانتشار في الجسم يثير الرعب في النفس البشرية من مجرد ذكر اسمه، وقليل من الأشخاص المصابين بالسرطان من لديهم رباطة جأش ويحتملون المعاناة ويتشبثون بالحياة من أجل ذويهم وأقرب الناس إليهم.والحقيقة أن المريض بالسرطان تنتابه نوبة الخوف من المستقبل المجهول. ويتفاقم شعوره بالإحباط إذا ما شعر بعدم تقبل الأقرباء والمجتمع لمرضه الذي ابتلي به. فالحياة والتعايش مع المرض من أكبر التحديات التي تواجه مرضى السرطان.إن المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان وجهود الدولة لإنشاء خمسة مراكز لعلاج مرضى السرطان في عدد من محافظات الجمهورية وخطة الحكومة اليمنية بإضافة أربعة مليارات ريال ضمن ميزانية عام 2009م، من شأنها تعزيز إيمان المصابين بالسرطان بقدر الله وبالرغبة في الحياة ودعم الأمل في نفوسهم لمواجهة ومحاربة آفة السرطان، ومساعدتهم في اجتياز المرض وغرس الرغبة في الحياة فيهم..إن مشكلة السرطان في اليمن أن حالاته تتزايد عاماً بعد عام، فآخر تقدير للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في يوليو 2008م أكد أن عدد المصابين بالسرطان سنوياً حوالي 22000 حالة مرضية، وأن 12 شخصاً من هذه الحالات يموتون سنوياً لأسباب مختلفة لعل أهمها اكتشاف المرض بعد استفحاله في جسم المريض وعدم اختيار العلاج المناسب.إن أهم الأهداف المطلوبة من الدولة والمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، ومؤسسات المجتمع المدني هو الإسهام في تطوير الاستراتيجيات والبرامج الصحية لعلاجات السرطان وتنفيذ المسح الصحي الدقيق لمختلف أمراض السرطان، والاستفادة منها في بناء قاعدة معلومات صحية موثقة، تستخدم عند مقارنة الحالة الصحية في الوطن مع الحالات المماثلة على المستوى العالمي، وقياس مدى إمكانية علاجها.. وكذا توعية المواطنين بأن بعض أنواع السرطان أمراض وراثية، وأنه لا بد من إجراء الفحوصات المبكرة بمجرد الشعور بأي طارئ غريب على الجسم.. وأن أسباب انتشار الأورام السرطانية قد تكون غذائية كالإفراط في أكل اللحوم الحمراء أو الأغذية المسرطنة، أو كيميائية كالتعامل مع المبيدات الكيماوية والأسمدة في زراعة الخضروات والفواكه وزراعة القات، أو فيزيائية جراء التعرض للإشعاعات الضوئية فوق البنفسجية وأشعة الشمس المحرقة.. وعلى الجهات ذات العلاقة أيضاً القيام بالبحوث العلمية ومتابعة المستجدات على المستوى الدولي، واختيار نخبة مميزة من الأطباء وخبراء معالجة الأمراض السرطانية في المراكز المحلية وتزويدهم بأحدث الأجهزة الطبية، وطبع منشورات دورية لنشر تجارب بعض المرضى والمراحل التي مروا بها لنشر الوعي وزرع بذور الأمل والثقة بالنفس، وتقديم العون والمساعدة الإنسانية للآخرين.