عيدروس عبد الرحمنلانه يعشق الخلوه، فقد غادرنا خلسة، ولانه من اصحاب السكينة والهدوء، فإن رحيله المفاجىء احدث فينا زعزعة واهتزاز كياني عميق غيابه المباغت، خلق فينا حالة فراغ وإنعدام وزن وحالة ذهول وسرحان لإستيعاب الموقف وتحمل ان لاتراه بعد اليوم، في لقائك الصباحي به يخرجك من حالة العبوس التي يعيشها الكثيرون منا، ان تستوعب حقيقة حرمانك من الجلوس مع شخص تقديمه كأس الشاي لك، تحيته الصباحية، ممازحته واجواء الانشراح التي ينثرها على زملائه، تعطي له إنطباعاً خادعاً انه رجل عديم الهموم وخالي مشاكل.. حتى غادرنا بغتة قبل ارتداءه لقميص العمل والتوجه لمبنى الصحيفة..ربما لايعرفه كثير من القراء، ولعله لم يكن يهتم كثيراً بإستقطاب قراء ومتابعين لكن من منا في مرفق عمله لايعرفه، لايحبه لايصطاد لحظات وفترات، يومياً للجلوس معه والحديث والاستماع لمزحاته الساخرة التهكمية الضاحكة في عز الظهر.مات فجأة الصديق والاخ محمد شرف زميل الزملاء كلهم وصديق الجميع وبلسم الوجع الانساني الناشيء في اتون المهنة.كان محمد شرف المتبسم دائماً ضحكة في عز صيف، كلمة في صمت مطبق، وقرص البندول القادم إليك قبل ان تطلبه..كان القسم الرياضي محطته الرئيسية ووقفته الدائمة فهو المناصر الوحداوي الكبير، الذي كسر قلمه الرياضي ذات مساء احتجاجاً ورفضاً لواقع سيء وردىء يعيشه ويعايشه الاخضر العدني منذ مواسم عدة.. على ان ذلك الرفض الانكسار لم يوقف زحف اهتمامه الرياضي العام وجدانه المنظم والمرتب للهموم والمشاكل الرياضية والكرة اليمنية وخوفه على تلال عدن في السابق كنا نختلف دائماً حول الوان الطيف الاخضر والاحمر لكن سماحته وافضليته الفت الجميع تحت لون واحد، لانشبع في تعاطيه.رحم الله اخي، وصديقي محمد شرف الذي كان بركاناً وحمماً متناقضة ومتناحرة من المشاعر والاحاسيس والرفض التام لواقع مضطر ومجبر على معايشته.. تلك التناقضات الساكنة على ضفاف جسد نحيل عجز عن الاستمرار..قلت لزميلي عبدالله قايد، رئيسي في القسم الرياضي ليتني لم اعرفه.. وضع كلتا يديه على وجهه واجهش بالبكاء.. وهو يتمتم كنت بانتظاره لشرب كوب الشاي فاليوم على حسابي.. لكنهم جاءوني بخبره..اللهم ارحمه واعف عنه لانه كان بسيطاً طيباً ومتواضعاً.. والاهم من ذلك كان محباً للناس.لاحول ولاقوة الا بالله..
|
اشتقاق
محمد شرف
أخبار متعلقة