أنا من أشد المتحمسين لإقامة شبكة خطوط القطارات في بلدنا، وهذا الحماس ليس بجديد فقد كان أول عمود أكتبه في صحيفة 14 أكتوبر قبل أكثر من ثلاثين عاماً يقول بضرورة وأهمية إنشاء شبكة للقطارات أو كما تعرف بالسكة الحديد.وعندما عدت للكتابة بشكل منتظم منذ بضعة أشهر كان أول ما سطرته هو أيضاً حول شبكة القطارات.أما أسباب هذا الحماس فكثيرة، الأمر الذي يدفعني ما استطعت لمتابعته خاصة وأن بشائر الأمل في تحقيقه قد بدأت تلوح في الأفق.ما كتبته قبل ثلاثين عاماً كان عبارة عن حلم كنت أعرف أنه بعيد المنال بعض الشيء، ولكن أليست الحقائق التي صنعناها ونعيشها اليوم لم تكن فيما مضى إلا بعضاً من أحلام وأماني إنساننا اليمني التي وضعها نصب عينيه وأهتم بالعمل على تحقيقها؟عندما شرعت بالكتابة لم أتعمد افتتاح عودتي للكتابة المنتظمة بالحديث عن القطارات لكني وجدت القلم يندفع فوق السطور كقطار قد انطلق ليصل محطته في موعده المحدد.لقد خامرني حينها شك بأن حماسي قد خف قليلاً عما كان عليه خاصة بعد مرور ثلاثين عاماً على حلم لم يكتب له التحقيق ولم يتح له حتى أن يرفرف بجناحيه في محاولة أولى للطيران. لكني فوجئت بأن كمية الحماس فيما كتبته كانت أكبر من تلك التي أحسستها قبل ثلاثين عاماً.لماذا؟ لست أدري... خاصة وأنا أعرف أن مشروعاً ضخماً كهذا يتطلب أموالاً وإمكانيات ضخمة ومشاريع البناء الكبيرة التي تحتاجها البلاد كثيرة، كما أن الزمن تغير عما كان عليه قديماً فقد دخلت العديد من وسائل النقل المتطورة نطاق الخدمة في البلد كما أن مخصصات ضخمة قد صرفت بعد الوحدة لمد خطوط الطرقات بل شبكاتها داخل الوطن وأصبحت الطائرات العملاقة تقوم بأعمال النقل وكذلك السيارات الكبيرة سواء بحاوياتها الضخمة أو مقطوراتها الطويلة وكذلك الباصات الحديثة وهذه كلها تقوم بأعمال نقل الركاب والبضائع.لقد كلفتنا شبكة الطرقات أموالاً غير قليلة فهل لا بد من تخصيص أموالاً أخرى جديدة أيضاً لشبكة مواصلات وإن كانت لإدخال القطار إلى بلادنا؟أنا لست متخصصاً في الاقتصاد أو المال والأعمال أو الاستثمار ولست بمهندس مباني أو طرقات ولكني وجدت نفسي أقول نعم.. نعم لابد من التفكير بل والعمل الجدي لإقامة شبكة خطوط القطارات لتشمل البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وتخترق كل المحافظات، أهم مدنها ومديرياتها الاقتصادية والتجارية والزراعية والسياحية.لقد حبانا المولى ببلد متعدد الخيرات والميزات فالمناخ جميل ومتنوع تحسدنا عليه كثير من الدول، عربية كانت أو حتى أوروبية لم نعرف حتى ألان كيف نستفيد منه ومثل طقسنا فأرض بلدنا هي الأخرى متنوعة منها السهل ومنها الجبل.لقد ذهب ظني إلى أن القائمين على التخطيط لإقامة هذا المشروع سيبدؤون به في الأراضي السهلة وينتهون به طبقاً للمخطط في المناطق الجبلية. ووجدت نفسي أقوم برسم صورة لمحطة حديثة للقطارات في محافظة عدن التي تنطلق منها قطارات الركاب والبضائع إلى محافظات تعز والحديدة، أبين، لحج، شبوة، حضرموت وغيرها من الأراضي المنبسطة وتنتهي خطوطها في الأراضي الجبلية كصنعاء وغيرها بل وتصل إلى حدود الصحراء. وجسد حماسي ورغبتي صورة متكاملة للمحطة بكل أقسامها وكافة تفاصيلها حيث احتلت المحطة المنطقة الواسعة الممتدة بين المنصورة وما يعرف بمنطقة السنافر.ويظهر أن صدق المشاعر المسكوبة داخل العمود الصحفي جعل البعض من القراء بل والزملاء يتصل بي ليتأكد من حقيقة وجود هذه المحطة حيث قال لي أحدهم أنه ذهب إلى موقعها لكنه لم يجد لها أثراً فقلت أمازحه، هل أخذت معك عدد الصحيفة عند ذهابك قال لا قلت ألم تشاهدها في الصحيفة فكيف تركتها خلفك وأنت تزور المحطة.المفاجأة التي أسعدتني ولم أكن أتوقعها وبهذه السرعة أنه بعد مضي أشهر قليلة بدأت أقرا في الصحف كلاماًَ رسمياً مسؤولاً عن العزم على بناء شبكة سكة الحديد في البلاد.ترى ما هي أسباب ازدياد حماسي لمشروع شبكة القطارات وكيف يمكن أن ننظر إلى مثل هذا المشروع التنموي الكبير، ذلك ما سنحاول تبادل الحديث حوله في العمود القادم .[c1]WAMS10@Hotmail .Comتيليفاكس :241317 [/c]
القطار
أخبار متعلقة