غضون
* قبل نحو عامين أقرت القيادات التنفيذية في محافظة عدن قراراً برقم (54) لسنة 2006م يقضي باعتبار مدينة كريتر مدينة تاريخية يجب الحفاظ عليها وعدم المساس بملامحها التاريخية والآثارية، وشكلت لهذا الغرض لجنة لحصر وتحديد أسماء ومساحات وحدود المباني والمواقع التاريخية التي يتعين حمايتها.. الآن لا توجد مشكلة في معرفة أسماء ومساحات وحدود تلك المواقع، فهي معروفة، ولكن المشكلة أن تلك المواقع لم يتم حمايتها، فبعض الذي كان قائماً ومحمياً أيام صدور ذلك القرار لم تعد قائمة ولا محمية وبعضها انتهكت حدودها وحوصرت مساحاتها، فخلال السنتين الأخيرتين زاد الخراب والتخريب والعبث بالآثار أو المواقع التاريخية من قبل نافذين وأصحاب أموال لديهم قدرة على أن يأتوا بالجن مربطين!* يقال الآن إن مبنى الشرطة في الشيخ عثمان “الشوكي” الذي بني قبل نحو مائة سنة، صار عرضة للسطو، أو للبيع لكي يهدم وتقام على أرضه متاجر، بينما الموقع يحسب ضمن المعالم التاريخية للمدينة، حتى ولو ارتبط اسمه في أذهان الناس بالظلم والاستعمار..ڈ ويقال أيضاً إن أحدهم حصل على أرضية قرب محكمة عدن المعروفة في صيرة، وأثناء القيام بالشق والحفر لتمهيد الأرض للبناء ظهر باب أو نفق يعتقد أنه أحد أبواب عدن القديمة التي سدت أو طمرت بفعل الزمن وأحداثه، وقد نزل إلى هناك مختصون بالتاريخ والآثار، وطلبوا وقف العمل بالمشروع المراد إقامته إلى حين يتم التعرف على طبيعة النفق وتوثيقه إذا تبين أنه موقع تاريخي، وهذا الطلب استجاب له مسؤولون في المديرية من الناحية النظرية والعاطفية، لكنهم لم يستطيعوا منع صاحب المشروع من مواصلة الشق والحفر ووضع أساسات المبنى.. والسبب أن الرجل له نفوذ ومال كما يقال.. فماذا أنتم فاعلون؟..