قال الشاعر القديم : لــكل داء دواء يستطب بـه ×××× إلا ( الحماقة ) أعيت من يداويهاويمكن أن تضع ( الصحافة ) بدلا من الحماقة .. قال أمير الشعراء شوقي : لكل زمن مضى آية ×××× وآية هذا الزمان الصحفويمكن أن تضع كلمة ( آفة ) بدلا من كلمة آية .. فهذا هو الوضع اللعين الذي خلقته الصحف المعارضة في مصر . لأننا لانعرف بالضبط ما الذي تعارضه ومن الذي تعارضه . وكان يقال عن يوسف وهبي ـ فنان الشعب ـ إنه إذا لم يجد من يقتله في النص المسرحي فإنه يطلق الرصاص على الجمهور ! وكذلك الصحف تطلق الرصاص علي الحاكم والمحكوم . وأصبحت التهم مثل كرة قدم نتقاذفها بالرأس والقدم . ونزعنا المرمى من الملاعب . فضرب اللاعبين بلاعبين هو الهدف . ولأننا نزعنا المرمى فقد اختفت الأهداف . ولم نعد في حاجة إلي حكم أو صفارة ولا حاجة لنا إلى العلامات علي الأرض .. ولا أن يجلس الجمهور في مكان بعيد عن اللاعبين .. وإنما نزل اللاعبون إلي أرض الملعب وجلس اللاعبون في مقاعد المتفرجين وتعددت الصفافير وتعدد الحكام .. ولم نعد نعرف من الذي يلعب مع من ومن الذي يتفرج على من .. ولا أين هو القانون الفاصل بين الحق والباطل والغالب والمغلوب . فقد أصبحت رؤوس اللاعبين هي كرات نضربها ونشوطها ونلقي بها خارج الملعب .. وارتضينا لأنفسنا هذه الرياضة الدموية وحتي لانشعر بأننا مختلفون عن بقية خلق الله أسمينا كرة القدم (كرة الندم) .. ورددنا وراء الرئيس عبدالناصر إن الاشتراكية نابعة من ذاتنا ولم نأخذها عن أحد فكذلك كرة القدم .. واباحة دم كل الناس -حاكمين ومحكومين- .. فالحاكم طاغية والغني لص ،والناجح غشاش واللاعب هو الملعوب والغالب هو المغلوب كما تقول ليلي مراد والقانون أغسله وأكويه وانشره واطويه كما يقول جمال سلامة .. وزحمة يادنيا لحمة كما يقول أحمد عدوية .. وأصبحنا علي يقين واحد هو : أننا أهدرنا دم مصر وجردناها من شرف التاريخ والحضارة استبحنا حرماتها وحطمنا كل المرايا حتى لاننظر إلى أنفسنا ونخجل مما نرى . ونحن اليوم تخجل بلا مرايا .. يكفي أن نرى عضنا البعض وأن نقرأ ماتكتبه كل صحف العالم الأكثر حرية وديمقراطية واحتراما لذاتها ! * عن صحيفة / ( الأهرام ) المصرية
آفـة الصـحافـة !
أخبار متعلقة