صباح الخير
* لا تستطيع الكلمات التي نكتبها أو التي سنكتبها ولا حتى المشاهد المأساوية التي نشاهدها على الفضائية اليمنية أن تصف حجم الكارثة التي أصابت محافظتي حضرموت والمهرة جراء الأمطار الغزيرة والسيول منتصف الشهر الماضي..المعلومات والبيانات المتدفقة يومياً من مواقع الكارثة خاصة في وادي حضرموت تشير إلىأن حجم الكارثة أكبر ما نتصوره.. خسائر بشرية تجاوزت حتى كتابتنا هذا المقال العشرات من الشهداء، ومادية فاقت كل التصورات في المنازل والأراضي الزراعية وخدمات البنى التحتية من كهرباء وطرقات واتصالات.. ناهيك عن توقف الدراسة لاستخدام المدارس أماكن للإيواء ما يعني حرمان الآلاف من الطلاب والطالبات من الدراسة، ناهيك عن الآثار المتوقعة للكارثة في البيئة وأثر ذلك على المواطنين والاقتصاد خاصة أن حضرموت والمهرة محافظتان ساحليتان وزراعيتان .المشهد رهيب ولكن ـ وهنا عظمة اليمنيين ـ الجهود المبذولة منذ اليوم الأول للكارثة في الإنقاذ والإيواء كانت في مستوى التحدي.. ولعل تواجد فخامة الرئيس القائد/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الميدان منذ الساعات الأولى للكارثة، وتجشمه مخاطر الظروف الطبيعية الصعبة ليكون إلى جانب أبنائه في حضرموت والمهرة وهم يواجهون هذه الكارثة واطلاعه من كثب على حجم الأضرار ومعاناة المواطنين ونزوله إلى مواقع نكبتهم والتحدث معهم وتوجيهه مباشرة بتشكيل اللجان الحكومية والمحلية لتقديم الإغاثة والإيواء بأسرع وقت. مسابقاً بذلك الزمن لمواجهة الكارثة وأضرارها.. لعل هذا التواجد الرئاسي الذي ليس جديداً على فخامة الرئيس كان اللبنة الأولى في هذا الجهد الكبير الذي بذل ويبذل حكومياً وشعبياً وأهلياً في تجاوز آثار الكارثة وهو أمر يستحق تقدير واحترام وافتخار واعتزاز كل أبناء شعبنا من صعدة إلى المهرة، فاليمنيون بجهودهم هذه التي فاقت التصور جسدوا الكثير من المعاني لعل أبرزها تلاحمهم الأخوي ووحدتهم الوطنية.. فكان المئات ـ إن لم يكن الآلاف ـ من كل محافظات الوطن، هبوا كرجل واحد بأرواحهم وأموالهم لمساعدة إخوانهم في المناطق المنكوبة.. واستطاعت حكومة الدكتور مجور وبمساعدات الأشقاء والأصدقاء ووفقاً لتوجيهات ومتابعة فخامة الرئيس المستمرة أن تختصر مسافة المواجهة وتعيد البسمة إلى المتضررين.