التهيئة من طفل إلى طفل تأهبا للمدرسة
الطفولة هي أساس الحياة وبدايتها ، والاهتمام بها يعني الاهتمام بالمستقبل ونسج خيوطه بالطريقة التي يجب إن يكون عليها المستقبل.ومن منطلقات عديدة لرسم لوحات الحياة مع الطفولة يأتي برنامج الاستعداد للمدرسة الذي تتبناه منظمة اليونيسيف مع التربية والتعليم كتجربة أولى في مديريات ثلاث (حيفان وموزع والمخاء ) وهذه التجربة أثبتت نجاحها من خلال الأرقام التي بينت عدد الأطفال الملتحقين في الصف الأول أساس في المديريات وسيتم إلحاق محافظة الحديدة في إطار التجربة .الطفولة اهتمام ذو أبعاد مستقبلية بحتة تشارك فيها جميع دول العالم لإيجاد مناخ مناسب ينتج عقولا وازدهارا وتطورا للبلدان .مدير مكتب اليونيسيف في محافظة تعز فضل عبدالله بشير يشير إلى تجربة الاستعداد من بدايتها قائلا إن الفكرة العامة لمشروع من طفل إلى طفل الذي نفذ في عامي 2008م و2009م كمشروع تجريبي في محافظة تعز ترتكز في أساسها على نقطة مهمة جدا هي أن التعليم المبكر له أهمية خاصة في دعم التعليم العام على مستوى المراحل.
[c1]أكثر الدول لا توفر رياضا للأطفال[/c]مشروع من طفل الى طفل والذي شعاره (الاستعداد للمدرسة .. الاستعداد للمستقبل) ..يركز على بناء قدرات الأطفال الذي سيدخلون المدرسة للعام القادم عن طريق أطفال آخرين هم في المدرسة حاليا .وأضاف بشير: وتأتي فكرة المشروع في منهجية تجريبية جديدة تدعمها منظمة اليونيسيف لثلاثة أسباب رئيسية أولا لان أكثر الدول ليس لديها موارد مالية توفي بها نفقات إقامة رياض الأطفال في جميع المناطق وثانيا ضعف أداء المدرسة بالإضافة إلى عدم استخدام المجتمع في المدرسة وهذا المشروع ينفذ في ست دول في العالم هي اليمن وبنجلادش والصين وطاجستان وأثيوبيا والكونجو) و في اليمن 70 % هم من سكان الريف لذلك من المستحيل أن توفر الحكومة خدمات رياض أطفال في المدارس وهذا يؤدي الى ضرورة استخدام المجتمع كي يكون شبيها برياض الأطفال ويجد الطفل بيئة الرياض وهو في المجتمع.أما المنهجية للمشروع هي أن نستخدم الأطفال الذين هم في الصف الخامس أو السادس أو السابع أو الثامن وندربهم ونسميهم الميسرين الصغار تحت مبادئ طوعية بان يدربوا الأطفال الذين سيلتحقون بالمدرسة العام القادم بحيث يلتحقون بها وهم مستعدون .
[c1]يعطي الأطفال قدرة استيعابية[/c]وأشار بشير إلى أن المشروع يخدم المدرسة في ثلاثة محاور رئيسية هي : أولا إن هذا العمل سيعطي الطلاب الداخلين الى المدرسة في سنواتهم الأولى قدرة تعليمية واستيعابية أفضل، ثانيا تساعدهم على عدم التسرب من المدرسة لان بعض الطلاب عندما يرون أنهم في وضع تعليمي أفضل لا يهربون منها ، وثالثا المساعدة في تنمية الأداء في المدرسة ودورها المجتمعي وكذا أداء المعلمين .وأكد بشير أن العمل في هذا المشروع اعتمد على تدريب أولئك الطلاب وإعطائهم أدوات ومستلزمات وكتبا ومجلات صممت بدقة حسب حضارتنا وثقافتنا اليمنية ويقوم الأطفال بتدريب من هم في سن الخامسة أو السادسة من العمر الذين هم مستعدون للذهاب إلى المدرسة في العام القادم .
[c1]الصعوبات التي واجهت المشروع[/c]واسترسل قائلا إن الصعوبات التي واجهت المشروع في مرحلته التجريبية هي ضعف الأداء المدرسي والجهات التربوية بشكل عام الذي يفتقر للكثير من المهارات لإنجاح المشاريع من هذا النوع وثانيا ضعف المشاركة المجتمعية كما أن الشراكة المجتمعية لدى المجتمع المحلي وان كان قد فهم في بعض الأروقة لكنه مازال مجهولا تطبيقا ومفهوما .بالإضافة إلى أن المشروع يعتمد على منهجية طوعية ليس فيه أي مصادر مالية للممثلين وهذا أيضا من الصعوبات فالكثيرون يربطون عملهم الميداني بمدى ما يحصلون عليه من حوافز مادية.كل الذين يعملون معنا في تنفيذ البرنامج خضعوا لتدريب وتأهيل جيد لهذا العمل .
[c1]معايير الاختيار[/c]أما المديريات المستهدفة من المشروع فهي ثلاث مديريات ( حيفان وموزع والمخاء ) ولم تكن هناك معايير للاختيار ولكن المعيار العام أن هذه المديريات اختيرت لعام 2006م لكي ننفذ بها برنامج اليونيسيف الذي بدأناه 2007م فكانت تلك هي معايير اختيارها وهي مبنية على مؤشرات معينة في التنمية خاصة في الصحة والتربية بالإضافة الى المياه ومشروع اللامركزية الذي كان ينفذ في حينها في تعز وتم اختيار المديريات الثلاث من ذلك الوقت بالإضافة إلى سهولة التواصل معها.[c1]تقييم الأداء[/c]وقال بشير عن تقييم المشروع إن هناك جهة رئيسية محايدة لتقييم المشروع وهي المعهد الأمريكي للأبحاث وكان شريكه في اليمن مكتب ( كولتي يتم ) مقره في صنعاء ويشرف عليه نخبة من أستاذه الجامعة وقد قاموا بعمل مسح أساس ومسح متابعة . فمسح الأساس اجري على جميع المناطق المستهدفة وطلابها قبل تنفيذ المشروع وبعد تنفيذه في المرحلة التجريبية اجري مسح لمعرفة أثر المشروع لأغراض تقييم المشروع وتم اختيار خمس مدارس منفذة وخمس مدارس ضابطة في كل مديرية ومن خلال المسح عرفنا أن المشروع حقق نتائج ايجابية جدا وبناء على نظرة مستقلة من جهة حيادية تطبق أصول ومبادئ وأخلاقيات البحث العلمي .[c1]وجهة نظر[/c]من مميزات المشروع انه يسهل تنفيذه وتبنيه من قبل الحكومة ولا يتطلب تكاليف عالية ،خاصة انه مشروع مجتمعي و لو كلف فيه المعلمون حسب قدرتهم ممكن أن يؤدي عملا طيبا دون كلفة إضافية إذا وفرت المواد والكتب ومستلزمات تنفيذ البرنامج ويرجى من الحكومة أن تأخذه بعين الاعتبار.



