غضون
* أول غرفة تجارية في منطقة الشرق الأوسط أنشئت في صنعاء.. وفيها أيضاً أنشئ أول وأكبر مصفاة للنفط.. ومنها انطلقت أول شرارة لأقدم وأكبر حركات التحرير الوطنية.. وأول قناة تلفزيونية في العالم العربي ظهرت في صنعاء.. كذلك كانت ساحة لأول صحيفة وأول مطبعة وأول مسرح..* وفي اليوم الأول من أبريل عام 1962م أنشئت في صنعاء أول إدارة للآثار في اليمن وكانت تتبع وزارة الأوقاف.. وفي صنعاء أسس أيضاً أول متحف في اليمن عام 1930م وكان مقره وسط منطقة الصهاريج!!* تصوروا هذا كله.. حسناً، قلت لنفسي لماذا لا أصبح قراء هذا العمود بهذه الكذبة.. فاليوم هو الأول من أبريل.. وقد كانت نسبة تلك المنجزات أو “الأوائل” إلى صنعاء من قبيل المزاح.. لكن في حقيقة الأمر كانت عدن هي المكان الذي نشأت فيها أول ثورة وأول مسرح وأول مجلة وأول غرفة تجارية وأول مطبعة وأول متحف وأول إدارة آثار.. وأوائل عدن وعجائبها لاتعد، ولا تضاهيها أي مدينة في اليمن..* وبمناسبة كذبة أبريل.. يشاع لدينا أن الغربيين لا يكذبون فهم طوال أيام السنة يقولون الصدق والحقيقة، ولما قرروا أن يخففوا عن أنفسهم ثقل الالتزام بالصدق حددوا يوماً واحداً في السنة يسمح فيه بالكذب.. هذا بالنسبة للغرب أو النصارى واليهود وأهل الملل الأخرى، أما المسلم فلا فسحة له حتى في أول أبريل، لأن دينه يلزمه بالصدق، ويحرم عليه الكذب والبهتان والفواحش ماظهر منها وما بطن.. والكذب في أول أبريل فيه نوع من الاطراء على النفس.. فأحدهم يباغتك بكذبة كبيرة ومبهتة، ثم يقول لك: إنها كذبة أبريل يارجل، وكأنه في بقية الشهور والأيام صائم عن الكذب قائم على الصدق.* الكذب لم يعد وسيلة من وسائل الدفاع والتبرير والتهرب الشخصي، صار الكذب سلاحاً دينياً (!) وسياسياً لتشويه الخصوم، فأنت تجلس تستمع إلى خطيب مسجد وهو يلقي موعظة عن علامات المنافق وعن حرمة الكذب، وتجد أنه يكذب ويكذب في سبيل أن يرسخ في ذهنك انطباعاً سلبياً عن خصمه السياسي.. يقول لك الكذب لا يجوز إلا على الزوجة والعدو.. وهم يكذبون على الزوجة والابن والصديق والخصم السياسي باكاذيب تفوق البهتان العظيم الذي روجه المنافقون عن عائشة.