غضون
- صباح أمس زرت ومعي الزملاء مدينة الحوطة، وقادنا وحيد الشاطري إلى قصر قديم تقع فيه بعض المكاتب الحكومية وفرع اتحاد الأدباء وإذاعة لحج، يقع في الدور الأسفل مقلب للقمامة، وتفوح من المكان روائح المخلفات الآدمية الصلبة والسائلة ويتمدد وسط الخراب مدفع قديم، وضعنا أغطية على أنوفنا وصعدنا الدرج فواجهنا باب فرع اتحاد الأدباء الذي كان مغلقاً وعليه باب إضافي نسجته العنكبوت وفي الأعلى مكتب هيئة الآثار الذي يسمى مكتباً من باب التجوز، أما الأدوار العليا فالصعود إليها ضرب من الفدائية ، لأن القصر قد تساقطت سقوفه العليا إلى الدنيا وصار الثقل في الوسط يهدد بانهيار وشيك .وأنا لست من أهل الاختصاص ومع ذلك انصح بإخراج العاملين من هذا المكان من أجل صحتهم أولاً بحكم إن المكان- لا يصلح حتى للتبرز ، ومن أجل سلامتهم أيضاً لأن بقايا القصر سوف تنهار عما قريب .. وقد سمعت أن هناك من يتابع الجهات المختصة للحصول على أموال لترميم القصر ، وإذا كان أهل الاختصاص يرون أن ذلك ممكناً فأعانهم الله ، أما بالنسبة لي فأرى أن أي جهد في هذا السبيل ضرب من العبث .- في ظهر القصر هناك سلم خشبي يقود إلى مكان يسمى ؟ لحج المحلية، وفيه ممر وخمس غرف نظيفة وهي المكان الوحيد الصالح للحياة القصيرة في هذا القصر0 مدير الإذاعة جلس يحدثنا عنها، وهو متفائل رغم أن جهاز الإرسال الإذاعي الوحيد هو عبارة عن جهاز إرسال لدبابة صنعت عام 1948 !- الحوطة مدينة مزدحمة كعادتها ، والنمو السكاني هو المتغير الوحيد ، وما عدا ذلك فهو الماضي نفسه عمرانياً وحضرياً، باستثناء إن أشياء من ذلك الماضي قد فقدت فقد الفل رائحته وكذلك صارت المانجو والموز بلا روائح، الرائحة الصاعدة هناك هي روائح القمامة والماعز.