عندما نتحدث عن الإصلاح الاقتصادي وكيف نرتقي باقتصادنا الوطني في مثل هذه الظروف الاقتصادية العالمية العصيبة وكيف نواكب هذه التحولات الجارية اليوم من حولنا على كافة الأصعدة التكنولوجية الصناعية والزراعية والتي قطع العالم المتحضر اليوم شوطاً كبيراً فيها ونحن لم نزل في بداية الطريق نسأل أنفسنا ماذا حققت الدولة والحكومة من إنجازات على طريق الإصلاح الاقتصادي وأي استثمار وأي تنمية تحققت في اليمن بأسسها ومقوماتها الصحيحة وهل وارداتنا أقل من صادراتنا أو العكس هو الصحيح لنوفر لبلادنا الكثير والكثير من العملات الصعبة والتي سوف تفيدنا كثيراً في عملية البناء والتنمية وهل يقوم القطاع الخاص بدوره الوطني الفاعل في هذه الناحية لأن معظم المشاريع الاستثمارية القائمة اليوم في اليمن لا تمت بصلة لخطط التنمية والإصلاح الاقتصادي فمعظم أموال المستثمرين تذهب في بناء المدن السكنية والفنادق حيث استنزفت الكثير والكثير من الأراضي في مثل هذه المشاريع والتي يقال عنها استثمارية وتنموية تفيد البلاد والعباد وترتقي باقتصادنا الوطني.كانت في محافظة عدن على سبيل المثال العديد من المصانع التابعة للقطاع العام ومنها مصنع البسكويت ومصنع الصابون ومصنع الطماطم في الفيوش ومصنع تعليب الأسماك في شقرة ومصنع الغزل والنسيج ومصنع الشبوك والأدوات الزراعية بخور مكسر والذي سنتكلم اليوم حوله وقامت الحكومة بخصخصة العديد من المصانع الإنتاجية ويستلم عمالها وموظفوها رواتبهم وهم في البيوت ولم تستفد الحكومة شيئاً من هذه الخصخصة برغم إن تلك المصانع لو لاقت الرعاية والعناية والاهتمام لحققت الكثير من النجاحات وجنت الكثير من الأرباح لاسيما وإن صناعة الغزل والنسيج خاماتها من زراعة اليمن للقطن وهو أفضل أنواع الأقطان في العالم الطويل التيلة ..ولم يتم الإهتمام بها رغم توجيهات فخامة الأخ الرئيس حفظه الله بضرورة الاهتمام بالصناعة الوطنية والارتقاء بها نحو الأفضل.والأخر مصنع الشبوك والأدوات الزراعية في خور مكسر الذي كان يزود البلاد والعباد بالكثير والكثير من المنتجات ذات الجودة العالية ويوفر للبلاد الكثير من العملات الصعبة زرته قبل سنوات فلم أجد فيه سوى بقايا من المنتجات وإدارات فاسدة أعاقت المصنع كثيراً عن التطور والتحديث وبقي هذا المصنع حتى وقت قريب حيت قمنا بزيارة خاطفة له فوجدت أن الحياة بدأت تدب في شرايينه من جديد لان هناك إدارة فاعلة وقادرة على تطوير وتحديث هذا المصنع ليلبي احتياجات السوق من المنتجات كالشبوك بأنواعها وكذا الأدوات الزراعية وقد أجابني مدير المصنع بصريح العبارة بأن المصنع يحتاج إلى دعم الحكومة ممثلة بالأخ وزير الزراعة والذي نأمل فيه الدعم الكامل والرعاية الخاصة لهذا المصنع الإنتاجي فهو اخر ما تبقى من المصانع التابعة للقطاع العام فهل من منقذ لما تبقى من هذه المصانع الإنتاجية أم أن عملية الإصلاح الاقتصادي حبر على ورق وكلمات في الهواء.
خطوة جادة على طريق الإصلاح الاقتصادي
أخبار متعلقة