غضون
- أمضيت أمس من وقتي ساعتين في نادي الساحل الذهبي سباحة مع مجموعة ممن نسميهم “المعاقين”.. وفد الشباب والأطفال من إحدى جمعيات تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في تعز لكي يمضوا وقتاً ممتعاً في سواحل عدن.. فيهم البصير أو فاقد الرؤية.. وفيهم الأبكم.. وكلهم أناس أسوياء.. ينبضون بالحركة والحيوية والحياة المرحة والذكاء.. وعندما كنت أمازحهم وأساعدهم على السباحة كنت كأني واحد منهم أفهمهم عندما يحركون أصابعهم لمخاطبتي وعندما يفعلون ذلك مع أقرانهم.! إنهم أناس عاديون.. وهذا ما ينبغي أن نشعرهم به أكانوا داخل أسرتنا أو في المدرسة أو العمل أو الشارع.- ذلك الطفل الأعمى ليس معاقاً.. صحيح إنه غير مؤهل لأن يكون لاعب كرة قدم لكنه مؤهل لكي يكون شاعراً مثل البردوني إذا ما ساعدته الأسرة وساعده مجتمعه وحكومته.. وذلك الشاب الأخرس لا يصلح لأن يكون خطيباً مفوهاً لكنه يستطيع أن يكون لاعب كرة بارعاً أو نجاراً ماهراً..- نحو 12 % من سكان البلاد معاقون.. إما إعاقة جسدية أو ذهنية.. فيهم ـ كما قلنا ـ الكسيح والأخرس والأعمى والمصاب بالعته.. وإذا لم تساعد هذه الفئة لكي تكون قوة معتمدة على نفسها ولكي تكون قوة منتجة في المجتمع، فانظروا كم سيكون لدينا من الطاقات المهدورة..- ظللت على الدوام أكتب لصالح الجمعيات التي تساعد هؤلاء، وعلينا جميعاً أفراداً ومجموعات ومؤسسات حكومية القيام بذلك.. حالياً مصدر دعم هذه الجمعيات هو منظمات أجنبية مثل “أوكسفام” و “رادابارنر” ومنظمات دولية أخرى.. نود أن نرى إسهام القطاع الخاص اليمني في هذا الميدان.. هذا القطاع يبالغ في بناء وتزيين المساجد قربة إلى الله وليتهم يتقربون بمساعدة الإنسان على الحياة أولاً..