القاهرة /14 كتوبر/ سها الشرقاوي : لماذا تحرص المرأة علي الاستمرار في الحياة الزوجية رغم ما تتعرض له من العنف المستمر من قبل الزوج؟ هذا ما أجاب عليه الباحث حافظ إمام في دراسته عن ممارسة العنف الأسري ضد الزوجة وأكد في دراسته أن هناك العديد من العوامل تدفع في اتجاه استمرار الحياة الزوجية رغم كل الإهانات والعنف الذي تتعرض له الزوجات ويأتي علي رأس هذه العوامل حرص المرأة الشديد علي الحفاظ علي حياتها الأسرية وحبها لأبنائها وحمايتهم وبذلها كل جهد في سبيل الحفاظ علي سمعة أسرتها بالاضافة إلي أنه لا يوجد أمام المرأة بديل آخرخاصة إذا كانت رب منزل ولا تخرج إلي العمل لأن غالبية الأسر المصرية محدودة الدخل وبالتالي فإنه من الصعب علي هذه الأسر استقبال بناتهم حال حدوث خلافات مع أزواجهن وأخيرا فهناك اعتقاد من جانب المرأة أنها تستطيع في وقت من الأوقات أن تعير من طباع الرجل فهي تتحمل في المراحل الأولى أملا في التغير لاحقاً ·وتؤكد الدراسة أيضا أن العنف يؤثر في الحالة النفسية للمرأة ويعرضها لبعض الأمراض النفسية فكثرة العنف يجعلها ضعيفة ولا تتحمل اتخاذ قرار·وأشارت أيضا إلى عدم وجود قوانين تحمي المرأة من هذا العنف الني تتعرض له حيث أصبح العنف الزوجي منتشرا ويجب أن تقدر حجم ومدي انتشار العنف الزوجي ضد الزوجة بمظاهره وتوجد مقاييس كثيرة لهذا العنف وتحاول الدراسة بقدر الامكان لفت نظر المؤسسات الحكومية والمنظمات النسائية والمهتمون بشؤون المرأة أن ينتبهوا للعنف الني تتعرض له المرأة وبذل كل المحاولات التي تحميها·كما وضعت دراسة أخري للباحث الفلسطيني (سيفان أبونحيله) تعريفاً محدداً للعنف ضد المرأة·ونري أن العنف الزوجي هو أي فعل يقدم علية الزوج وينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذي أو معاناة نفسية أو جسمية أومالية أوجنسية للزوجة بما في ذلك التهديد باحتراف مثل هذا الفعل أو الاكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية ، ومظاهر انتشار العنف الزوجي بين الزوجات تعلق باختلاف متغيرات اجتماعية وسياسية·
وعن هذه الدراسة تقول د· سامية سعيد أستاذ علم النفس أنه يوجد عدة مظاهر للعنف الزوجي وأشكال مختلفة صنفت د·سامية العنف الزوجي بعدة نقاط منها: العنف النفسي ويحدث عندما يحاول الزوج أن يمارس ضغطاً نفسيا علي الزوجة من قبل الايذاء اللفظي أو العاطفي ومقدمات كثيرة منها السيطرة والتحكم والتهديد والوعد وتصرفات الغزل والخصام ، وهذا العنف يؤدي إلي لجوء بعض الزوجات إلي عيادات نفسية ، لأن يولد لديهم أمراضاً عصبية، وهناك العنف الجسدي ويأخذ أشكالا عديدة ، أما العنف الاقتصادي والمادي ، فيوجد بعض الأزواج يتوجون بابتزاز الزوجة حاليا ، فعلي سبيل المثال إجبار الزوجة علي طلب المساعدة من أهلها وبيع أغراضها الشخصية أو إجبارها أن تعطيه كل ما تحصل عليه الزوجة من أموال ، وإجبار الزوج للزوجة علي ممارسة الجنس في أوقات لا تحلو لها أو في أوقات مرضها أو قيامه بافعال جنسية مذلة·[c1]العنف ضد النفس[/c]وتشير د· سامية إلي أنه يمكن أن تمارس المرأة العنف ضد نفسها أحيانا، فالمرأة قد ترتكب اخطاء في حق نفسها عندمان تهمل صحتها وتحرم نفسها من أبسط حقوقها في سبيل الآخرين "أسرتها وعائلتها" وتؤكد أيضا أن صحتها يمكن أن تهمل بشكل واضح جدا ، ويعمل ذلك علي زيادة التوتر النفسي للمرأة ويتدخل الأهل أيضا ويزيد التوتر والشك والغيرة من قبل الزوج·أما د· عزة كريم الخبيرة الاجتماعية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية الجنائية فأكدت أن الطابع الاجتماعي يكون له أهميته في ارتفاع أو انخفاظ مستويات انتشار العنف الزوجي بين الزوجات·فالمستوي التعليمي لكل من الزوج والزوجة والوضع الاقتصادي والاقامة في بيت مستقل وليس مع العائلة الممتدة والأسر الصغيرة العدد كلها عوامل فهم في خفض حدة العنف الزوجي·وأكدت د· عزة أنه لا علاقة لما يتعرض له الزوج من العنف وعمر الزوج أومدة الزواج بالإضافة إلي عدد الأبناء وصلة القرابة بالزوج وهذا يعني أن الزوجات ومهما كانت أعمار أزواجهن وإيا كان عمرهن عند الزوج الأول يتعرض جميعهن للحقائق السابقة فكلهن يتعرض للعنف الزوجي·وتقول د· عزة: النظرة الروتينية للمرأة مهما بلغت المرأة من علم ومركز ينظر الكثير من الأهل لها نظرة دونيه فهي بنفس، وهذا ما يعطي الحق للزوج أو الأب أوالأخ بالاعتداء علي المرأة لتقويمها فهي تظل في نظر المجتمع مخلوقا قاصرا غير قادر علي اتخاذ القرار ، لأنها من ضمن ممتلكاتهم التي يمتلكونها ولهم حق التصرف فيها كيف يشاءون·