عبدالقوي الأشوليعتمد الوطن العربي في غذائه على المستورد من الحبوب حتى ان بعض البلدان العربية التي تمتلك مقومات زراعة الحبوب او كان لديها اكتفاء ذاتي منها عزفت عن فكرة زراعة تلك المحاصيل التي تستهلك نسبة كبيرة من المياه في ظل معاناة بلداننا العربية وبصورة متفاوتة من المعاناة في شحة المياه .. ما دعا بعض المختصين في مجال المياه والبيئة لتحذير هذه البلدان وتلك من مخاطر الاسراف في استنزاف ما هو متاح منها .. حتى لانجد انفسنا امام معضلة مائية شديدة خصوصا وهناك تنام في عدد السكان خصوصا سكان المدن ما يجعل خدمات المياه تعاني من ضغوطات شديدة الامر الذي بلغت فيه نسبة استنزاف المياه الجوفية ضعف ما يتم تعويضه منها سنويا.فهل تدفع ارتفاعات اسعار الحبوب التي شهدت خلال سنوات نصف عقد من الزمن تضاعفا في اسعارها ..؟ التفكير نحو العودة لزراعة محاصيلها في بيئتنا العربية؟لاشك ان مثل هذا الامر يظل مستبعدا الا عن القليل من البلدان العربية التي ليست لها مشكلة في المياه.ما يجعل قضية الزراعة لدى الاقطار العربية الاخرى ترتبط بحل جذري لمشكلة المياه وهو الحل الذي لايزال مستبعدا على المدى القريب رغم ما تحقق من تقدم في مجال تحلية المياه المالحة فهي على ماتقدم من حل لاتمثل الا حلاً جزئياً للمشكلة.في حين ينذر المتغيرات المناخية بما لم يكن متوقعا .. ما يجعل مشكلة المياه شديدة الوطأة اذا ما ارتبط ذلك بندرة الامطار وتقلبات المناخ وغيرها من العوامل البيئية.والسبيل الوحيد ازاء ما سلف هو تأمين الطلب على الحبوب من الاسواق العالمية مع تحمل الدول الاعباء السعرية حتى تؤمن للسكان واحدا من الجوانب الحياتية الهامة اعني الغذاء،وفرض استراتيجيات مائية تثمر على المدى القريب بتخطي مشاكل المياه القائمة ومؤهلة للبحث عن مصادر جديدة للمياه.وهي عوامل قد تسهم على المدى المتوسط بالعودة الى احضان الطبيعة بزراعة محاصيل الحبوب حتى توفر حدا ادنى من التأمين الغذائي للسكان محليا .. او على اقل تقدير تجاوز مشكلة المياه وخلق بدائل زراعية تسهم في تنمية العائدات ولاضير في ظل وضع كهذا ان يكون الاعتماد على الحبوب المستوردة هو السبيل لتوفير المطلوب منها.
التأمين الغذائي
أخبار متعلقة