مانهايم (المانيا) / متابعات : مع هبوط الليل، يستعيد مستشفى مانهايم الجامعي (جنوب غرب المانيا) هدوءه ويشرع أطباء الأشعة في متابعة مرضى غير اعتياديين: مومياوات من مصر ومن البيرو يتفحصون أحشاءها بالأشعة.لا تحرك «امرأة عجوز» عمرها 2400 عام ذات بشرة سمراء ومتغضنة، ساكنا حين يمددها الأطباء ثم يدخلونها إلى جهاز التصوير بالأشعة المقطعية. ويقول كريستيان فينك، طبيب الأشعة في مستشفى مانهايم الجامعي «نلاحظ من النظرة الأولى كسرا في عظمة الزند الأيسر، أما الأسنان فسليمة وليس ثمة ما يشير إلى وجود ترقق في العظام».وبفضل تقنيات التصوير الحديثة، يأمل العلماء الكشف عن جزء من الأسرار التي تحيط بهذه المومياء المصرية التي استعاروها من متحف التاريخ الطبيعي في بال (سويسرا)، والذي نقلت اليه في القرن التاسع عشر في ظروف مبهمة.ويقول فيلفريد روزندال مدير «مشروع المومياوات» في متحف رايس- انغلهورد في مانهايم، أن «الأوراق الذهبية التي تغطي جلدها تشير إلى أنها شخصية تنتمي إلى علية القوم وخضعت لعملية تحنيط من الدرجة الأولى». وأظهرت شاشات المراقبة أن أحشاء المومياء التي توفيت صاحبتها المجهولة الهوية في سن يترواح بين 20 و40 عاما تحوي شيئا: انه لفافة من البردى.وياسف روزندال لان «التقنيات الحالية لا تسمح لنا بقراءة هذه المخطوطة التي يمكن أن تحمل كتابات هيروغليفية».وتوفر آلة التصوير المستخدمة التي طورتها شركة سيمنز الألمانية ووضعت في مانهايم منذ العام 2007 صورا دقيقة تسمح بإنتاج نسخ مطابقة للأصل لبعض أجزاء المومياء، كجمجمتها مثلا، من مواد اصطناعية.وسيعمل فريق أطباء مانهايم في الأشهر المقبلة على معاينة 12 مومياء تؤلف جزءا من 70 مومياء ستجوب الولايات المتحدة خلال السنة المقبلة، في إطار معرض متنقل.