محمد شرف، شكيب عوض سعد، معروف سعيد حداد، عصام سعيد سالم اليافعي، عبدالباسط السروري، علي الضحياني,..وغيرهم من الاسماء التي لمعت في عالم الصحافة وجالت وصالت في بلاطها وتركت بصماتها بارزة عليها غابت منذ بداية هذا العام الحزين عن صاحبة الجلالة.ورغم اني فكرت قبل الشروع في كتابه هذا الموضوع ان أكتب مقال نعي لزملائي وأساتذتي في مهنة المتاعب إلا اني عدلت عن ذلك لأن كلمات العزاء بحق هؤلاء العمالقة لن تفيهم حقهم مهما حاولت ان أذرف دموعي على محبرة قلمي واخطها على نياط قلبي.فالجلل أشد وطاة من الاسطر المرصوصة على الورق والالم على فراق الاحبة أبلغ من كل المعاني والمراثي، وهو الامر الذي دفعني إلى التفكر بواقع حياة الصحافي ومماته، فهو الانسان المرهف الاحساس المعبر عن نبض المجتمع والمدافع عنه والناقل لتطلعاته ومعاناته إلى الرأي العام وهو الحمال لهموم الناس واللاهث دائماً وراء المعلومة والحقيقة في اقسى الظروف الي يواجه خلالها كل أنواع المخاطر والمصاعب بصدر مكشوف وعقل مفتوح دون ان يتكئ إلى أي سند أو عمد، والانكى من ذلك ان هذا الصحافي المنافح عن الحق والداعي الذي لايكل للعدل لايجد مايسد رمقه من راتب شهري يحقق له العيش الآمن.فالجهد العقلي والنفسي المبذول من قبل الصحافي قبل الكتابة وحتى ولادة الفكرة ثم بعد كتابتها وصولاً لتحقيقها لغايتها، تشكل حالة من المعاناة والقلق والارق المزمن يصاحب الصحافي طوال حياته المهنية.تلكم الوضعية للصحافي اعتقد انها قدمت لي أجابة أولية عن أسباب وفاة الصحافيين.دعوه صادقة ممزوجة بالأمل أوجهها لكل المعنيين في هذه البلاد لتحمل مسئولياتهم الادبية والانسانية تجاه الصحافيين.
الرحيل النبيل
أخبار متعلقة