غضون
- بعض الأفراد - خصوصاً المحسوبين على الفئة المثقفة - يكبرون بالزيف.. ورغم أن لديهم مؤهلات أخرى جيدة تساعدهم على الارتقاء بمكانتهم، إلا أنهم يفضلون الارتفاع إلى أعلى عن طريق سلم الزيف، ومع ذلك ينجحون.- أحدهم يخبرك أخباراً وتقارير بيده عن نفسه ويرسلها للصحف، فتقرأ عن هذا المستهدف من قبل السلطة الذي منع من إلقاء محاضرة، والذي منع مرة أخرى من الوصول إلى المهرجان بسبب خشية السلطة من تأثيره الكبير.. وهكذا يكتب عن نفسه والصحف تنشر وبعض القراء يصدقون وينظرون إلى هذا الرجل المستهدف بوصفه شيئاً ذا ذو قيمة.. بينما الدنيا “عوافي”.- قبل أسابيع قرأ أستاذ جامعي مقالاً في صحيفة حكومية ليس فيه ذكر لاسم شخص ولا ينطوي على تهديد فراح يتصور أنه المقصود بالمقال.. وأن المقال حمل “رائحة” تهديد بالقتل.. وبعد أن صورت له وساوسه ذلك خرج على الملأ ببيان يقول فيه إن صحيفة الجيش هاجمته وأن حياته في خطر.. وهكذا لفت الانتباه حوله بهذه الطريقة، ولكن لبعض الوقت فقط.. إذ بعد ذلك افتضح على رؤوس الأشهاد.. حيث قام بعض زملائه بقراءة المقال مرة بعد مرة، فلم يجدوا شيئاً مما قاله صاحبهم.. فعاتبوه على مثل هذا السلوك المفضوح.- وقبل فترة نشرت صحيفة معارضة قصيدة فيها بيت يحذر فيه الشاعر صديقه “السعدي” من الجائحة التي ستقضي على رزقه، فراح كاتب يلقب بالسعدي يشكو إلى بعض قيادات «المشترك» التهديد الذي وجه نحوه في تلك القصيدة، وأصدرت هذه الأحزاب بياناً يدين التهديد ويحذر السلطة من أي خطر قد يعصف بحياة “السعدي” الذي استهدف بوضوح، ونشأت حملة تنديد وتضامن وذاع اسم الرجل وكبر.. بينما “السعدي” المذكور في القصيدة شخص يعمل في تربية النحل بالريف، وكتب له تلك القصيدة شاعر صديق له من باب السخرية بالأوضاع.. ولم يكن المقصود “سعدي” المشترك الذي سبكت له البيانات باسم خمسة أحزاب..