إعداد /زكي الذبحاني:التحصين خطوة نوعية في غاية الأهمية يبدأ بها الطفل من الوهلة الأولى لولادته لينال مناعة كافية ودائمة ضد أمراض الطفولة الثمانية القاتلة ومن بينها داء شلل الأطفال..تقدمه المراكز والوحدات الصحية مجاناً بصورة مستمرة ، لكل طفل لم يتجاوز العام من العمر وفق النظام المتبع في التطعيم الروتيني ،والأحوط والأفضل أن يحصل كل طفل خلال عامه الأول على جرعات التطعيم الروتيني المعتاد ،كل في موعدها المحدد في بطاقة التحصين الخاصة بالطفل من المركز الصحي ،وأن يحصل الطفل عند كل حملة تطعيم ضد شلل الأطفال على جرعة تضاف إلى رصيده المناعي ليزداد قوة ومناعة.أيضاً التحصين في الحملات ضد شلل الأطفال أمر مهم شأنه شأن التحصين الروتيني وليس ما يمنع من أخذ الطفل المزيد من اللقاح المضاد لفيروس الشلل متى تقررت لذلك حملات ، ذلك أن فيروس الشلل لا تكفيه جرعات قليلة أو محدودة ، كتلك التي يحصل عليها خلال التحصين الروتيني ليحصل الطفل على مناعة ووقاية دائمة مدى الحياة.نحن بدورنا نجدد الدعوة إلى تحصين الأطفال دون الخامسة من العمر في حملة التحصين الوطنية الجاري تنفيذها حالياً في الفترة من(17 - 19 نوفمبر 2008م) حيث تعتمد على إستراتيجية التطعيم خارج الجدران (من منزل إلى منزل )لبلوغ الأطفال المستهدفين دون سن الخامسة من العمر بلا استثناء وما على الآباء و الأمهات إلا الدفع بأطفالهم المستهدفين ليطعموا في الحملة بلا استثناء تعزيزاً وتأكيداً لمناعتهم ولا مبرر ولاحجة تقتضي حرمانهم من هذا الحق بصرف النظر عما إذا كان الطفل تحصن مرات كثيرة في السابق أم لا.وأحذر من مغبة التخلف عن تحصين الأطفال دون الخامسة من العمر في الحملة ،كونه يضعنا على محك استئصال هذا المرض الذي أذاق الطفولة قديماً وحتى عهد قريب مرارة الإعاقة والتشوهات .ولا أساس للتشكيك في سلامة ومأمونية اللقاح المضاد لفيروس شلل الأطفال ،فما يشاع من ادعاءات طاعنة في صلاحية وسلامة اللقاح ليست منطقية- البتة- كونه يأتي من بلاد غير إسلامية يعتبرونها تضمر الضغينة والكراهية لمجتمعنا ،كالزعم بأن اللقاح فاسد غير صالح لأطفالنا أو أنه يسبب العقم أو اتهامه بأنه يسبب شلل الأطفال أو غير ذلك من أقوال زائفة.فهذا - بعينه- قدح في الأمانة العلمية والمهنية والرقابة الشديدة لمراحل إنتاج مصل اللقاح ،من بداية الإنتاج ومراحله وحتى جاهزيته الكاملة بعد الإنتاج ،بل ويعد تشكيكاً مرفوضاً لمساعي وحرص وزارة الصحة العامة والسكان والبرنامج الوطني للتحصين الموسع الرامية إلى حفظ صحة أطفالنا ،وبنزاهة منظمة الصحة العالمية التي تضم في كنفها أيضاً خبراء مسلمين ثقات يعملون معها وعلماء ذوي علم ودراية بالأمور الفقهية وأحكام الحلال والحرام في كل ما له علاقة بالصحة .إن اللقاح الفموي المستخدم في التحصين ضد شلل الأطفال أثناء حملات التطعيم للأطفال دون سن الخامسة ،وكذلك في مرحلة التحصين الروتيني المعتاد لمن هم دون العام من العمر ،له عظيم الأثر في استثارة جهاز المناعة وتحفيزها له لإنتاج أجسام مضادة ،ولا بد من تعدد جرعات اللقاح بشكل كاف ، ليترتب عليه حصول الطفل على حماية ووقاية دائمة تستمر معه مدى الحياة. وإذا ما بحثنا في الأسباب الكامنة وراء ظهور وانتشار مرض شلل الأطفال بالصورة التي طالعنا بها قبل ثلاثة أعوام وبالتحديد في عام 2004م ،وما كان في مواجهته أنذاك للحد منه والقضاء عليه نهائياً - من تنفيذ لحملات وجولات تحصين عديدة ومتتالية ..لا يمكن باي حال أن نربطها بلقاح شلل الأطفال ،فنطعن في صلاحيته أو بعدم فاعليته ،لأن اللقاح المستخدم في حقيقة الأمر عبارة عن فيروس مُضعف موهن يحفز جسم الإنسان على بناء أجسام مضادة ،ولا يمكن أن يسبب الشلل حتى في أسوأ الأحوال وإذا ماتلف أصبح عديم الفائدة ،عديم الضرر كقطرة ماء ليس إلا .أعود لأذكر بأن الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال قد قاربت على الانتهاء ،فآخر أيامها يوم الأربعاء (19نوفمبر2008م)،وعلى الآباء والأمهات في سائر محافظات الجمهورية الحرص على عدم إضاعة هذه الفرصة مهما تعددت الجرعات التي تلقاها أطفالهم المستهدفين (تحت سن الخامسة) في السابق ،فتكرار الجرعات وزيادة عددها تقوي وتنمي المناعة بشكل أفضل لدى فلذات الأكباد.[c1]* من كوادر المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان[/c]
|
تقارير
تحصين الأطفال دون الخامسة ضد داء الشلل .. حصانة لهم
أخبار متعلقة