صباح الخير
أصبح واضحاً أن أحزاب اللقاء المشترك دخلت في لعبة المناورة للضغط على السلطة وابتزازها للحصول على مكاسب سياسية أنانية ضيقة وهذا بعده بعد الشمس عن الأرض كون الوطن أختار الطريق الديمقراطي منهجاً ثابتاً والوصول إلى السلطة أو الشراكة لايأتي الا عن طريق واحد وهو النائج التي تفرزها صناديق العملية الانتخابية وهو السبيل الوحيد للتداول السلمي للسلطة أما المناورة التي حاولت الدخول فيها أحزاب اللقاء المشترك وفشلت كونها لاتمتلك أدوات المناورة ولا الخبرات السياسية التي تؤهلها لخوض المناورة بل هي أضعف مما تتصور لعدم أمتلاكها أخلاقيات وأداب العمل السياسي الرفيع .والدليل على ذلك ما حدث أثناء مناقشة مسألة التعديلات المقترحة لقانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا والمراوغات التي قامت بها كتل أحزاب اللقاء المشترك من خلال الاعتراضات تارة والانسحاب تارة أخرى ورغم ذلك أبدت هيئة رئاسة مجلس النواب نفساً طويلاً مع تلك التصرفات غير المسؤولية كون أعضاء مجلس النواب يمثلون الشعب في الوطن بكاملة ولا يمثلون أحزاباً أثناء مناقشة إقرار القوانين كونها تشرع من أجل تنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع عامة وتستهدف المصلحة عامة للوطن والشعب وليس النظرة الضيقة المحدودة للمصالح السياسية الخاصة وتم إعطاؤهم الفرصة أكثر من مرة للتداول والحوار من أجل التوافق على الصيغ المناسبة التي تعبر عن المصلحة العامة وليس الصيغ المفصلة بحسب مقاسات واحجام تلك الاحزاب ورغم ما تم من توافق وقسم اليمين من قبل الاستاذ القدير النائب (يافضل ) حول تقديم أسماء أعضاء اللجنة المقترحة من قبلهم في جلسة اليوم التالي ولم يتم الالتزام بما تعهدوا به وما تم التوافق عليه إلا أنهم لم يحضروا الجلسة فما كان أمام هيئة رئاسة مجلس النواب إلا العمل بالدستور والقوانيين النافذة بعد أن أنكشف المستور واتضح المقصود من المناورات والمماطلات في التأخير المتعمد لمسألة مناقشة التعديلات لقانون الانتخابات فهي أعمال تكتيلية للوصول إلى غاية تعطيل العملية الانتخابية وعليه أقر مجلس النواب استمرار العمل بالقانون رقم 13 لسنة 2001 وتعديلاته النافذة وهذا القرار الشجاع شكل انتصاراً كبيراً للشرعية الدستورية وتفويت الفرصة على من يريد زعزعة أمن واستقرار الوطن من خلال تكريس العمل الديمقراطي والذي هو الاختيار الأفضل نحو تحقيق المزيد من الانجازات والتحولات الديمقراطية في بلادنا والله سبحانه وتعالى يقول ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم .