الخيار الأول والأخير أمام المؤسسات التنفيذية والسلطة المركزية والسلطات المحلية, لتجاوز الكوابح والمعوقات الكثيرة التي تنتصب أمام الدولة والمجتمع في شكل احتقانات وتأزمات حزبية وسياسية مختلفة.. ومختلقة – يظل هو خيار التنمية المحلية وتسريع وتائر الإنجاز في قطاعاتها المختلفة.- الرد العملي وغالباً – هو الأبلغ والأكفأ في إفحام المخاصمين المجادلين, أو المحرضين على إشاعة أجواء القلق والتوترات المتحالفة مع مشاريع إنهاك وإرهاق الدولة والمؤسسات تحت ضغط الآلة الدعائية والعدائية.. لطاحونة الأحجار التي تغذي وتتغذى على "المقلع الحزبي" المتطاير غباراً يحجب الضوء ويزكم العقول قبل الأنوف.- وليس أبلغ, ولا أكفاء, في هذا الصدد من قيام جهد رسمي, مؤسسي يتحرى دائماً ملامسة جوانب الإنجاز والإنتاج على أرض الواقع, وإدارة عملية متكاملة هدفها النهائي والإجمالي ترسيخ قاعدة قوية ومداميك صلبة لإرساء مشاريع انماء وتحسين الخدمات والبنية التحتية وخلق برامج عمل متراكمة, يجري التخطيط لها والإشراف على تنفيذها وفق آلية مرنة ومعايير صارمة الهدف منها, دائماً, هو إزاحة عوامل الرقابة والتبلد والإحباط ومكاثرة جوانب العمل.. والتشغيل الأمثل للإمكانات والقدرات, ضمن استراتيجية وطنية شاملة وطموحة.- يجب الإقرار بأولوية الطموح التنموي, كهدف رئيسي وحاسم, ليس للدولة ومؤسساتها وسلطاتها المحلية فحسب, بل ينبغي أن يكون هو الهدف الأول للمجتمع الحزبي والوسط السياسي والفعاليات المدنية المختلفة, وهو كذلك, الهدف والغاية التي ينشدها المجتمع والسكان.- مشهود وملاحظ حجم المأساة التي يولدها انجراف الجماعات الحزبية والمصلحية وجماعات التعويق والتأزيم نحو دائرة مفرغة من مشاغل الكيد والتنابز والتنافر وتعميق الشروخ الفكرية والثقافية والاجتماعية في جسد المجتمع الواحد وهي مأساة تتمدد وتتسع لتنال من حق المجتمع وتنتهكها.- ان الذين يختلقون الأزمات ويزايدون بها, هم الذين يهمهم باستمرار إشاعة الخراب النفسي والوجداني ، وتعميمه ليشمل الأفكار والأفعال في مرحلة لاحقة تكون قابلة للإشعال أو الاشتعال بنيران القلق والقلاقل, ومفاسد الولاءات الضيقة والحسابات الفئوية الممزوجة بأهواء الطمع والمصلحية الأنانية على حساب أمن وصالح ومصلحة الجميع في المجتمع الكبير.- ومع الإقرار بأهمية التنوع والتعدد, كشرط لازم وضرورة منطقية وأخلاقية.. يقتضيها الثراء الحقيقي الذي يشتمل عليه الوطن الواحد والجماعة الأم. فإن هذا التعدد والتنوع مطلوب – ليس لذاته أو لمجرد الشعاراتية المصلوبة على سارية الدعائية المحضة, بل لما يتولد عنه من ثراء في جانب الآليات والوسائل واحتمالات العمل الجماعي في بوتقة جامعة توظف المختلف لخدمة المؤتلف.- بات أكثر من خطير, ومثير للضجر والقرف, أن يتهاوى العمل الحزبي والمدني إلى الحد الذي يجعل من الديمقراطية والحرية مجرد محرق كبير يصب فيه من شاء, ما شاء من الحطب والزيت والكراهيات والمكائد السوداء والملونة لأن النتيجة سوف تكون وخيمة ومكلفة وهذا لا يحتاجه مجتمعنا المتطلع إلى التنمية والتخلص من الظواهر السلبية السيئة التي أنهكتنا وأرهقت روح الجماعة والمجتمع.- ولسنا نحبذ أن يطول النقاش ويستفحل الجدل بل من واجب الدولة والحكومة ومؤسساتهما والسلطات المحلية إتيان العمل والإنجاز وتسريع التنمية الشاملة.. فذلك هو الرد الإيجابي الأحق والأنجح وبه تنهزم أصوات الردة والغوغاء.
في مواجهة "الكوابح" !
أخبار متعلقة